تقوم «هوليود» بدور وزارة الخارجية العظمى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأصبحت «بوليود» هى الجزء الأكبر من القوة الناعمة الهندية.. وأصبحت «بوليود» فى مواجهة «هوليود».. الشرق فى مواجهة الغرب.. نموذج كبير لصدام القوى الناعمة. ■ كانت السينما المصرية لسنين طويلة أهم سينما فى الشرق، بل كانت فى أعمال عديدة أعلى قامة من السينما الأوروبية. بدأت السينما فى مصر قبل معظم الدول الأوروبية، وفى الوقت الذى كان الأوروبيون يقرأون ويسمعون فيه عن تلك الصناعة الماهرة كان المصريون يشاهدون الفيلم تلو الآخر. ثم تجاوزت مصر سبق الزمان إلى روعة المضمون والأداء، ومن قوة السينما فى مصر أن بات الكثيرون يطلقون عليها «هوليود الشرق»، وعلى الرغم من القوة الأسطورية للسينما الأمريكية فإن وصف القاهرة ب«هوليود» فى تلك الأثناء كان وصفاً طبيعياً. ■ لقد مضت الأيام مثلما مضت أشياء كثيرة فى بلادنا.. هبط الكثير من قواعد الإبداع فى هذا الوطن.. وكانت السينما مَعْلَماً أساسياً فى جغرافيا الهبوط، ودخل المهنة جهلاء وحقراء من كل مكان.. وأصبحت المهنة التى تمثل رأس القوة الناعمة مهنة سيئة السمعة.. أو تكاد! أصبحت السينما مهنة من لا مهنة له.. أو هى مهنة الذين لا خلاق لهم ودخل غير المصريين على خط الانهيار.. ولم يكونوا على قلب رجل واحد بل على قلب قوتين جاءتا لهدم تلك الصناعة الرائعة. جاءت القوة الأولى على قدرٍ عالٍ من النفاق.. تضع شروطاً ساذجة للشكل.. بدعوى السينما النظيفة. ولا تمثل هذه القوة أى رؤية أخلاقية.. هى فقط ترى أن اقتصاديات السينما البيضاء أكثر رواجاً من غيرها. إنها تفضل سينما المخدرات وسينما البله وسينما العبث.. وتقف كل شروطها عند شروط المحطات الخليجية. وجاءت القوة الثانية على قدر عال من الانحطاط.. سكارى ومساطيل وشواذ من الجنسين.. ثم ما يفكر فيه بعض السفهاء الآن من زنى المحارم. أصبحت الكوميديا هى ضرب اللغة العربية بتبديل حروفها.. والسياسة هى عرض لمجموعة قذرة من الناس.. تفعل كل الموبقات تحت ستار الفقر وخفة الظل.. أصبح الانحطاط يحتمى بقوة الفقر.. إنها معالم السينما الحمراء فى مصر! ■ هذه سطور فى تأسيس «موليود».. صناعة السينما المصرية رأس القوة الناعمة فى مصر. (إلى الإثنين المقبل) [email protected]
