يحتفل المسيحيون فى هذه الأيام المباركة بعيد القيامة المجيد، وهو العيد الذى تمتلئ فيه الكنائس بالمصلين رافعين صلواتهم طالبين من الله أن يباركهم ويعطى الطمأنينة والسلام لهم ولبلادهم التى يعشقون ترابها، ومنها تكون فرصة جيدة لنشر مظاهر الحب والابتهاج والتسامح بين بعضهم البعض وبين إخوتهم المسلمين الذى دائماً وأبداً ما يجتمعون فى السراء والضراء على حد سواء. وتعنى القيامة فى جوهرها الكثير من المعانى الإيجابية منها الحرية والتحرر من السلبيات، والمعنى الحقيقى لحياة الانتصار، إذ هى انتصار على الشر والتخلص من كل شىء مكروه، والانتقال من وضع إلى وضع آخر أكثر رقياً، كما أنها تعنى للإنسان المنتصر أن يعيش حياة جديدة ممتلئة بالمحبة والفرح والسلام وغير ذلك من الحالات الجميلة التى يعيشها الإنسان، وأيضاً تعنى التوجه إلى الأمام والبحث عن سبل أفضل من أجل حياة أفضل لوطننا الغالى مصر. ولا أنسى تعريف قداسة البابا شنودة الثالث لمعنى الانتصار الحقيقى وهو النصر الذى ينتصر فيه الإنسان على نفسه وليس على غيره، فلا يجوز للقاتل أن يفرح بانتصاره على القتيل وسفك دمه، فهذا القاتل فى موقف المنهزم، لأنه لم يستطع أن ينتصر عما فى نفسه من قسوة وحقد، أو من رغبة فى الانتقام، فكان ينبغى أن يخزى من كل هذه النقائص، كذلك مَن يشبع الطرف الآخر فى الحوار ما يستطيع من تهكم ومن استهزاء لا يظن أنه منتصر، ولأنه لم يستطع أن يحتفظ بأدب الحوار، فهو إذن فى وضع المنهزمين. والإنسان الروحى ينتصر أيضاً على الضيقات والمشاكل، فالمشاكل لا تهزه ولا تهزمه، ولا تُضعِف معنوياته، ولا تُعكر نفسيته، ولا تلقيه فى دوامات من القلق والاضطراب والشك، إنه ينتصر على المشاكل بالإيمان وبالصلاة وبالصبر، ولا يضيق قلبه بها، ولا يفقد سلامه بسببها، وهو لا ينتصر فقط على الضيقات بالاحتمال، بل بالأكثر يفرح بها، لأنها تقدم له خبرات جديدة فى معونة الرب له، ويرى أن كل شىء يؤول إلى الخير. أعزائى القراء.. إننى ومع عيد القيامة المجيد، أشعر دائماً أن هناك دعوة أكيدة لكل إنسان من أجل أن يقوم ومن أجل أن ينتصر على جميع معوقات الحياة.. من أجل الانتصار على مشكلات الفقر والأمية والجهل والمرض وغيرها من مشكلات تعوق حركة نهضتنا وتقدمنا.. وبالإجمال التخلص من كل مسببات الجمود والتخلف، فالتخلص من مشكلاتنا هو قيامة حقيقية وانتصار أكيد. ■ الكاتب أمين عام جمعية محبى مصر السلام www.hanyaziz.net