«هل أدلكم على تجارة»؟ ليس هذا تساؤلا من باب الاستنكار، بل هو التعبير الذى اختاره المولى عز وجل، ليفتتح به الآية الكريمة التى يرشد بها المؤمنين إلى طريق التجارة الرابحة التى لا مجال فيها للخسارة، لأنها باختصار تجاره معه هو، مع المولى عز وجل، الذى قال: «يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون». وجزاء هذه التجارة فى قوله تعالى: «يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ذلك الفوز العظيم. وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين». ويتساءل المؤمنون عن صورة الجنة وهل فيها أسواق؟ ربما.. فالله عز وجل يقول: «ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون». فليس من الغريب أن تتوق نفس شخص فى الجنة إلى دخول سوق من الأسواق، خاصة التجار المؤمنين، الذين كانوا يربحون فى أسواق الدنيا، فيطلب ذلك، فيخلق الله تعالى لهم أسواقاً يرتادونها كما وعدهم ربهم بأن يجدوا فيها كل ما يشتهون. وورد عن أنس بن مالك، رضى الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال «إن فى الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا فى وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم؛ والله ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله ازددتم بعدنا حسنا وجمالا».