فى كل دور، يترك خالد الصاوى بصمة مميزة تؤثر فى الجمهور والنقاد حتى لو كان الدور بسيطا، وليس غريباً أن يحصل على لقب أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «الفرح». خالد يصور حاليا فيلم «عذراً للكبار فقط»، ويحضر لفيلم «الفاجومى» و«مسلسل أهل كايرو». ■ بعد تقديم بطولة مطلقة، لماذا وافقت على بطولة جماعية فى فيلم «عذرا للكبار فقط» ومع مخرج شاب فى أول تجربة له؟ - وجدت موضوع الفيلم جيداً ومهماً وبشير الديك كتبه بحرفية، فتحمست للفكرة والدور، وزاد حماسى بعدما جلست أكثر من مرة مع المخرج ووجدت له وجهة نظر فنية ورؤية، لذلك وافقت على الفيلم خاصة أن معى فريق عمل جيداً على رأسه عمرو سعد وزينة ومحمود عبدالمغنى بالإضافة إلى أن الإنتاج جيد ومحترم، ومن وجهة نظرى، أى فيلم عبارة عن مجموعة عوامل مثل الورق والإنتاج والإخراج والممثلين وأعتقد أن هذا الفيلم تتوافر فيه هذه العوامل بجودة عالية، وليس معنى قيامى ببطولات مطلقة فى السينما والتليفزيون أن أقاطع الأدوار المهمة ، فما يهمنى أن أقدم أدوارا مؤثرة ومهمة وقوية، فالدور المهم أفضل عندى من خمسين بطولة مطلقة فى أعمال غير مهمة. ■ تحضر لفيلم عن قصة حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم، ما هى تفاصيل التحضير؟ - فعلا هناك مشروع بينى وبين المخرج عصام الشماع هو فيلم «الفاجومى أحمد فؤاد نجم»، وطبعاً هناك اتفاق بعدم الإفصاح عن أى تفاصيل عن العمل الذى سيكون مفاجأة حقيقية، وأنا لا أحب أن أتكلم عن أى دور أحضر له، وأفضل أن يراه الناس، وأتمنى أن يحقق نجاحاً، وأقترب من الشخصية بالشكل المناسب. ■ حصلت مؤخراً من المركز الكاثوليكى على جائزة أحسن ممثل عن فيلم «الفرح»، فهل الجوائز مؤشر لنجاحك فى الاختيار؟ - بالتأكيد التكريم يسعد أى فنان ويشعره أنه يسير بشكل صحيح خاصة لوكان تكريما جماهيريا ثم نقديا، وهذا ما حدث مع فيلم «الفرح» لكن بصراحة أنا لا أفكر فى الجوائز، فلا أقبل فيلماً لأنه قد يحصل على جوائز. ■ لماذا قدمت فيلم «أدرينالين» وهو من نوعية الأفلام غير مضمونة الإيرادات؟ - هذا الفيلم حالة خاصة وأعجبنى جداً من حيث الفكرة والتنفيذ ولا أتردد فى عمل فيلم يشعرنى بالمغامرة الفنية، ومنذ البداية أعرف أن الفيلم مختلف عن الموجود فى السوق وقد لا يحقق الربح التجارى الفظيع، لكن أنا كممثل قد يغرينى فيلم من هذه النوعية، وبوجه عام، أنا لا أجرى وراء الأرباح والإيرادات وشباك التذاكر ولا أحسب الأمور بالشكل التجارى، لكن طبعا يهمنى جداً عمل فيلم جيد ومصنوع بشكل محترم وله مضمون فنى، وبالتالى يحقق نجاح وأرباحاً للمنتج، لكن لا أفعل عكس ذلك وأجرى وراء الهدف التجارى وبناء عليه أشارك فى صنع فيلم بتوليفة جاهزة لتحقيق أرباح وإيرادات بغض النظر عن الفيلم. ■ هل قرارك بالبعد عن الأفلام التجارية ذات التوليفة الجاهزة جاء بعد مرحلتى «كباريه» و«الفرح»؟ - أعترف بأننى «بطلت اشتغل فى أفلام التوليفات الجاهزة من ثلاث سنوات، وبالتحديد من ساعة ما بقى لى اسم وجمهور». ■ هل تندم على تقديمها؟ - لا طبعاً، لست نادما حتى على أفلامى التجارية لأنها لم تكن أفلاما سيئة، بل كانت ترفيهية خفيفة خاصة أننى كنت أمر بمرحلة الانتشار وأختار أفضل ما يعرض علىَّ. ■ هل تفضل العمل فى الأفلام المهمة أم الأفلام الجماهيرية؟ - يهمنى الجمع بين الجماهيرية والفنية أيضا ولدى أفلام ناجحة نقدياً وفنياً وجماهيرياً مثل «الجزيرة» و«عمارة يعقوبيان» و«الفرح»، ويهمنى إحداث توازن بين الفن والجمهور، لكن لا أنكر أننى فى بعض الأحيان قد أتحمس جداً لعمل فيلم تجريبى أو فيلم فنى ثقيل وليس جماهيريا. ■ أنت معروف بالجرأة الشديدة فى اختياراتك خاصة فى السينما، فهل مرورك بمرحلة البطولة المطلقة سيغير ذلك، وستطبق سياسة النجوم وتتعامل مع السينما النظيفة؟ - بالعكس تماما، أنا لا أفعل إلا ما اقتنع به، إذا اقتنعت بالمشاهد الساخنة سأقدمها دون تردد، وكل ما هو جرىء سأفعله دون خطوط حمراء لسبب واحد هو أن الغاية تبرر الوسيلة فقط فى الفن ، فممكن أن أقدم فيلماً جرئ جداً ومليئاً بالمشاهد الساخنة كما يقولون لكن يحمل فى مجمله رسالة ومضموناً، بينما من المستحيل أن أقدم فيلما كما يقولون نظيفاً وجيداً الصنع ويحمل مضمون هداماً أو حقيراً مثل أن المرأة خلقت للجنس فقط أو اكرهوا بلدكم لأنه لم يقدم لكم شيئاً..! ويحيا الظلم لأن الشر يسيطر على العالم، لا يمكن أن أقدم فيلماً ولو رائعاً فنياً بهذا المضمون. ■ لكن التربص بالمشاهد الساخنة يجعل الفنانين فى حالة ذعر؟ - الجمهور برىء من هذا الكلام، وإلا كان أعدمنى على دور الشاذ فى فيلم «عمارة يعقوبيان»، لكن للأسف ثقافتنا الفنية تمر بهزات بسبب أذواق بعض الجهات العربية والخليجية التى تشارك فى إنتاج السينما وتحاول تشكيل الذوق العام، وللأسف نحن محاصرون بثقافات عربية معادية للفن والسينما المصرية.