«الفطار جاهز والشاى سخن» هى الكلمة التى أستيقظ عليها كل يوم فى الصباح، تقولها أمى لى وهى تفتح شيش الشباك ليدخل ضوء الشمس فى الحجرة، لأبدأ يومى وأنفض عنى كسل النوم، حالها فى ذلك لا يختلف عن باقى الأمهات اللاتى يقمن يوميا بدور المنبه الأسرى حيث يصحين كل أفراد الأسرة ليذهب الطالب إلى مدرسته والعامل إلى عمله، لكن هذه الكلمات تختلف من فرد إلى آخر ومن حالة نفسية إلى أخرى، فغالبا ما تبدأ أمى بكلماتها المعسولة كل صباح حتى إذا فاض بها الكيل وملت من كسلى فتقول «أنا مالى دا شغلك وانتى مسؤولة» قبل أن تتركنى وتغلق باب الحجرة خلفها بقوة، فى حين تنهى يومها معى بمقولتها الشهيرة «تأكدى من غلق الباب بالمفتاح». «النسكافيه يا سارة.. أو الساعة 8 إلا ربع».. بهذه الكلمات تبدأ سارة يومها كل يوم، حيث تسعى أمها لإيقاظها، أما آخر ما تسمعه منها «مش هتنامى بقى، أو اتاخرتى فى السهر اعملك حاجة تشربيها». «قوم يا خالد».. بهذه الكلمة يبدأ خالد صباحه كل يوم عندما توقظه امه، لكنه للأسف لا يستمع منها إلى أى كلام قبل النوم لأنه يعود متأخرا كل يوم فتكون قد نامت. «يالاّ يا حبيبى يالاّ يا حبيبتى».. هذه الكلمات تقولها مدام ألفت لابنيها كل صباح عندما كانا صغارا، لكنها اليوم بعد أن كبرا وبلغ عمر سن ال13، بينما نورهان 16 عاماً تتركهما يعتمدان على نفيسهما فى الاستيقاظ كل صباح، وفى المساء تعودت منذ طفولتهما أن تقرأ لهما يوميا إحدى قصص الأنبياء لكن بعدما كبرا أصبحت كلمة «I LOVE YOU» آخر ما تقوله لهما، أما عن أمها فقالت إنها لم تتعود أن توقظها وكانت أول كلمة تسمعها منها هى «صباح الخير»، وفى المساء لم يكن هناك كلام محدد تسمعه يوميا. «المدرسة يا أولاد.. أنا اتاخرت على الشغل يالاّ قوموا علشان تلحقوا مدرستكم».. نداء يومى تبدأ به منى حياتها كل يوم فى محاولة لإيقاظ أبنائها الأربعة فتقول: «أنا أنادى على أبنائى جميعا لأننى لو ناديت على كل واحد منهم باسمه سأقضى طوال اليوم فى إيقاظهم، لهذا عندما أصحو كل صباح أقوم بتشغيل التليفزيون بصوت عال وتجهيز الفطار ومناداتهم، أما فى المساء فإننى أنام قبل عودتهم من دروسهم أو لقاءاتهم اليومية مع أصدقائهم». «هو انتم هتفلحوا يا كسلانين.. يالاّ قوموا شوفوا دراستكم ومحاضراتكم.. أنا خلاص تعبت وهقول لأبوكم ييجى يصحيكم بنفسه».. بهذا الجملة يعرف أحمد أن والدته ملت إيقاظهم وأنها لم تعد تتحمل كسلهم وأنها ملت من تكرار مناداتهم كى يستيقظوا، لذا يضطر إلى القيام كى لا تتوتر أكثر من ذلك، خاصة أنها مريضة بالسكر، لكنه ينهى يومه معها بالضحك ومغازلتها والتى لا ترد عليها إلا بالحزم قائلة «خد بالك من نفسك وماتتأخرش عن الساعة واحدة».