رصدت «المصرى اليوم» أسرار التغيير المفاجئ فى مواقع 4 من رؤساء شركات إنتاج وتوزيع الكهرباء، كشفت مصادر رسمية، أمس، أن الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، طلب من الدكتور محمد عوض، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، الأحد الماضى، إجراء حركة تغيير محدود ل4 من القيادات بعد انتهاء الجمعيات العمومية من مناقشة الموازنات السنوية. وقالت المصادر إن الوزير ركز على شركتى إنتاج الوجه القبلى وشرق الدلتا، بعد حدوث مشاكل هائلة تمثلت فى حريق فى موتور التبريد بغلاية محطة الوليدية فى أسيوط، الخميس الماضى، مما أدى إلى خروج المحطة بالكامل من الشبكة الموحدة، وفقدان 600 ميجاوات يومياً، إضافة إلى عدم السيطرة على مشاكل فنية فى التوربينات البخارية لمحطة دمياط، وأشارت المصادر إلى أن الوزير استيقظ صباح الأحد على بيانات من التحكم، تشير إلى عجز هائل فى إنتاج الطاقة يصل إلى 2300 ميجاوات كهرباء يومياً مما هدد بحدوث انقطاعات كبيرة فى «التيار» على مستوى الجمهورية، خاصة مع دخول فترة الصيف وارتفاع الأحمال خلال فترات الذروة المسائية مما يؤدى إلى تحقيق خسائر بعشرات الملايين من الجنيهات يومياً، وأوضحت المصادر أن وحدات أخرى للتوليد خرجت من الشبكة اضطرارياً، ومنها محطات شبرا الخيمة ودمنهور وأبوسلطان وشمال القاهرة، مما اعتبره المسؤولون فى القاهرة أخطاء تشغيل يحاسب عنها رؤساء الشركات، وأوضحت المصادر أن العجز الهائل فى الطاقة دفع المسؤولين فى شركة الوجه القبلى، للإنتاج، إلى الاستمرار فى تشغيل الوحدات الغازية لمحطة الكريمات الثالثة، لأكثر من 11 ألف ساعة متجاوزة 3 آلاف ساعة من المقرر فنياً، مما يهدد بحدوث أعطال كبيرة إذا لم تتوقف الوحدات وإجراء الصيانات الدورية عن طريق خبراء شركة جنرال إليكتريك الأمريكية، وقال مسؤول: «هذا خطر جداً ويجب وقف الوحدات للصيانة، لتفادى خطر كبير يمكن أن يحدث»، وكشفت المصادر أن التغيير شمل كلاً من أحمد خليل، رئيس شركة البحيرة، بعد أن قدم رئيس الشركة القابضة تقريراً إلى الوزير يتضمن تحقيق الشركة خسائر متتالية، منذ تولى خليل المسؤولية، إضافة إلى مشاكل فنية فى شبكة كهرباء البحيرة والمناطق الشمالية والغربية، أو عجزه عن السيطرة عليها، وأوضحت المصادر أن خلافات شخصية دبت منذ فترة طويلة بين رئيس القابضة محمد عوض، وفوزى الصردى، رئيس شركة جنوب الدلتا للتوزيع، نتيجة عدم إطاعة الأخير أوامر القيادات فى القاهرة. وكشفت المصادر أن الوزير أرجأ توقيع القرار إلى يوم الاثنين لما بعد الانتهاء من مراسم توقيع عقد قرض الصندوق الكويتى لمحطة العين السخنة، وكان من المقرر توقيع المهندس طارق يوسف، رئيس شركة شرق الدلتا المُقال، على القرض مع المسؤول الكويتى، وبعد التوقيع أصدر الوزير قرار التغيير وشهدت الشركة القابضة مداولات فى اللحظة الأخيرة، أدت إلى تعديل القرار الأول ليصبح محمود سعد بلبع رئيساً لشرق الدلتا، بدلاً من الوجه القبلى، لخبرته فى تنفيذ المشاريع الجديدة، وقدرته على النهوض بمشروع «السخنة»، واختيار المهندس عبدالمحسن عبدالغفار للوجه القبلى، لخبرته فى التشغيل، وقدرته على السيطرة على مشاكل محطة توليد الوليدية فى أسيوط، وإنهاء العَمرة الدورية لمحطة الكريمات الأولى المتوقفة عن التشغيل، بسبب تجاوز المدة الزمنية للانتهاء من «العَمرة» بنحو 60 يوماً، وحسب المصادر فإن شعبان خلف سيعود إلى شركته الأولى فى القاهرة بدرجة رئيس قطاعات والإبقاء على طارق يوسف فى الشركة نفسها بنفس درجته السابقة، وكشفت المصادر الرسمية أن حركة تغيير ثانية كانت ستجرى، أمس الأول، لتغيير أحد رؤساء شركات التوزيع ورئيس للإنتاج إلا أن القرار تم تأجيله دون الكشف عن الأسباب.