اندلعت مواجهات جديدة بين قوات الاحتلال الإسرائيلى وشبان فلسطينيين فى الضفة الغربية والخليل ضمن موجة الغضب العارمة التى تعم الأراضى المحتلة، احتجاجاً على الأنشطة الاستيطانية فى القدسالشرقية، وافتتاح كنيس «الخراب» اليهودى على أرض أوقاف إسلامية قرب المسجد الأقصى. وذكرت إذاعة «صوت إسرائيل»، فى موقعها على الإنترنت، أن شباناً فلسطينيين يخوضون مواجهات مع قوات إسرائيلية فى قرية بيتا الفوقا بمدينة نابلس بالضفة وفى بيت حانون فى مدينة الخليل بعد أن رشق الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة، فيما رد الجنود بالطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع ولم يبلغ عن وقوع إصابات فى كلا الموقعين. وشنت قوات الاحتلال حملات دهم واسعة النطاق فى العديد من أحياء مدينة القدسالمحتلة، اعتقلت خلالها عدداً كبيراً من الشبان والفتيان على خلفية المشاركة فى «الهبة الجماهيرية» أمس الأول احتجاجاً على افتتاح كنيس الخراب.. وتركزت حملة الاعتقالات فى حارتى باب حطة والسعدية وشارع الواد، داخل القدس القديمة. كما تركزت حملات الدهم والاعتقال فى مخيم شعفاط ورأس العامود، وسلوان، وصور باهر، ووادى الجوز، والطور، والصوانة فى القدس. وأعلنت سلطات الاحتلال استمرار حالة التأهب القصوى فى القدسالمحتلة، ونشرت المزيد من القوات فى المدينة. كما أعلنت استمرار إغلاق القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك أمام المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، لليوم السادس على التوالى. وواصلت، إغلاق بوابات المسجد الأقصى باستثناء بابى حطة والناظر، واضطر عشرات المواطنين لأداء صلاة فجر أمس فى الشوارع والطرقات القريبة من بوابات البلدة القديمة، خاصة فى بابى الأسباط والعامود. يأتى التصعيد فى الأراضى المحتلة فيما كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن حكومة بنيامين نتنياهو أقرت مشروعاً لبناء 426 وحدة استيطانية إضافية فى منطقة القدسالمحتلة، وتعمدت إخفاء أمرها عن بايدن الذى كان فى زيارة لإسرائيل قبل يومين. وحسب القناة، فقد نشرت حكومة الاحتلال مناقصتين لبناء 426 وحدة سكنية جديدة فى منطقة «نفيه يعقوب» فى القدسالمحتلة قبل أيام، وهو ما لم يكشف عنه من قبل وسائل الإعلام ولم يعرف به نائب الرئيس الأمريكى. واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين الأسبوع الماضى بعد إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلى عن خطط لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة فى القدسالشرقية، فى خطوة نددت بها الأممالمتحدة واللجنة الرباعية التى تضم الأممالمتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى. سياسيا، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بأن يستخدم الضغط من أجل استئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى محاولة لإيجاد حل لهذا الصراع الذى طال أمده. وقال الأمين العام: «كما قلت من قبل وأقول مرة أخرى، مباشرة ودون مواربة: المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولى». من جانبه، حذر الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين من هدم المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا ضرورة الحفاظ عليه والتضحية من أجله. وقال محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد فى تصريحات ل«المركز الفلسطينى للإعلام» إن «المخططات الصهيونية التى تحاك الآن والتوجه إلى بناء كنيس يهودى قرب الأقصى والمواجهات الدامية المستمرة فى باحاته، واستنهاض الخلايا النشطة من الجماعات الصهيونية المتطرفة.. كل ذلك يُنذر بقرب هدم المسجد الأقصى المبارك»، وأضاف: «إن البناء الذى يقوم عليه المسجد الأقصى بات ضعيفًا بسبب الحفريات التى قام بها الإسرائيليون، وهو ما يجعله قريبًا من السقوط والهدم، ولا أستبعد أن يتمَّ هدمه أو سقوطه خلال أيام، لكنَّ الأقصى فى النهاية سيظل فى رقبة كل مسلم».