«المرأة المصرية تخشى عواقب المطالبة بحقوقها فتفضل الصمت، الذى ربما يكون سبباً فى إصابتها بأمراض جسدية ونفسية مزمنة، وشيئاً فشيئاً تتحول المرأة إلى كائن ضد نفسه» هكذا لخص خبراء علم الاجتماع طبيعة المرأة المصرية عندما يتعلق الأمر بمطالبتها بالحقوق الخاصة بها حتى فى أبسط الأمور،مؤكدين أن تربية المرأة فى إطار مفهوم ثقافى ذكورى جعلها تتيقن أن حقها لن يجلبه لها سوى الرجل، فى ظل غياب الوعى بما منحته لها الشرائع السماوية من حقوق لا يلتفت لها الكثيرون. الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية أكدت أن عجز المرأة المصرية عن مواجهة الآخر للمطالبة بحقها إنما هو نابع من شعورها الدائم بالخوف من أن تلحق بها إهانة من جراء تلك المطالبة . ولذا تنتهج بعض السلوكيات التى قد تكون ضد نفسها ورغباتها وذلك موروث ثقافى درجت عليه وتعلمته من الأم والجدة. وأضافت دكتورة إنشاد: «تشب المرأة منذ طفولتها وتشاهد أحد أهم النماذج فى حياتها وهى أمها كشخصية مضحية ومعطاءة، لم تبحث يوماً عن صالحها ولم تطالب بأى حق لها، ولم تُعود الطرف الآخر، سواء كان الأب أو الزوج، على المطالبة بحقوقها، فالمرأة المصرية اعتادت على أن تعيش محصورة فى كتلة المسؤوليات التى تقوم بها. فالمرأة المصرية لديها استعداد أن تصاب بأمراض الضغط والسكر والقلب والإحباط وعدم الشعور بالرضا بدلاً من أن تطالب بحقها، لأنها تخشى بشدة العواقب الوخيمة التى قد تواجهها إذا ما طلبت أى شىء، وإذا كان الخوف مبرر يمنع المرأة المصرية من المطالبة بحقوقها، فإن العيب مبرر آخر فى هذه الظاهرة كما يقول الدكتور صلاح عبد المتعال، مستشار البحوث الاجتماعية والجنائية، حيث يرى أن المرأة المصرية تربت على مفهوم ثقافى يؤكد لها أن المطالبة بحقها «عيب»، وهو الأمر الذى أدى إلى هضم حتى حقوقها فى الميراث الشرعى، الذى أقرته لها الأديان السماوية، والذى تحتاج المرأة للحصول عليه واسترداده مرجع، يكون هو القادر على جلب حقها لها. وقال: «عجز المرأة عن المطالبة بحقها نابع من ثقافة فرضها مجتمع الرجل حتى لو كان أقل منها كفاءة أو فى السن. وهى ثقافة مرتبطة بالنظام السائد فى المجتمع، والذى قد يحرم المرأة على سبيل المثال من الارتباط بالشخص الذى اختارته بإرادتها من أجل الارتباط بأحد الأقارب، حفاظاً على الميراث داخل العائلة». وطالب صلاح أن نربط دائماً بين المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة وبين حقوق المرأة الشرعية، لأن المرأة عندما تكون على درجة وعى جيد بحقوقها الشرعية سوف تكتسب الجرأة على المطالبة بأى حق ينقصها.