فى خطوة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية التى ألقت بظلالها على قطاع الصلب، ومحاولة لخلق تكتلات جديدة فى السوق المحلية، دخلت بعض الكيانات الإقليمية فى مفاوضات جدية للاستحواذ على شركات مصرية، فى الوقت الذى تشهد فيه الساحة محاولات للاندماج بين كيانات أخرى فى السوق. ويبدو أن التوقعات بتحسن السوق خلال الفترة المقبلة، تعد الدافع الرئيسى لبعض الكيانات لتوسيع حجم نشاطها، بينما تراهن أخرى على الخروج من مشاكلها الناجمة عن الأزمة العالمية وما وصفته ب«الإغراق». ودخلت مجموعة «الراجحى» السعودية فى مفاوضات مباشرة مع مجموعة «قنديل للصلب» المصرية، بهدف الاستحواذ على مصانع المجموعة التى تمثل المنتج الرئيسى للصاج المجلفن والمطلى المسحوب على الساخن والبارد. وقال هانى عبدالرحمن إبراهيم، المدير التنفيذى بمجموعة الراجحى فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، على هامش مشاركته فى القمة العربية للحديد والصلب التى عقدت الأسبوع الماضى فى مراكش، إن شركته تجرى تقييماً لملف مجموعة قنديل، مشدداً على أن الصفقة مازالت قيد الدراسة. وأضاف عبدالرحمن أنه سيتم الإعلان رسميا فور اتخاذ قرار نهائى، رافضاً الإفصاح عن أى تفاصيل أخرى بشأن هذه المفاوضات، غير أن مصادر مقربة من المجموعة السعودية توقعت إعلان الترتيبات الخاصة بالصفقة عقب اجتماعها المقرر فى 17 مارس الحالى. وأشارت المصادر، التى طلبت عدم ذكر هويتها، إلى إجراء مفاوضات بين ممثلين بارزين عن المجموعتين المصرية والسعودية على هامش قمة مراكش. وقالت إن المفاوضات التى تجرى منذ نحو 10 أشهر، تسير فى 3 محاور، تشمل قيمة الأصول، والديون التى قد تكون مستحقة للبنوك، وقيمة الصفقة المتوقع وصولها إلى 2 مليار جنيه. يأتى هذا فى الوقت الذى علمت فيه «المصرى اليوم» أن هناك مفاوضات جدية بين بعض مصانع الحديد الصغيرة والكبيرة، بشأن إتمام صفقات استحواذ، منها دخول مصنع البحر الأحمر للحديد والصلب فى مفاوضات للاستحواذ على المنوفية للصلب بمدينة السادات، الذى تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 60 ألف طن سنويا. كما يتفاوض أحمد أبوهشيمة، أحد مستثمرى القطاع، مع مستثمرين إماراتيين للاستحواذ على مصنع بورسعيد للصلب بشرق التفريعة، حسبما ذكرت مصادر بالسوق، بينما ترددت أنباء عن مفاوضات لبيع مصنع سرحان للصلب ببورسعيد. وأشار أحد المستثمرين فى قطاع الصلب إلى أن عدداً من القضايا التى تحكم سوق الصلب المصرية ستكون محل اهتمام بالغ من قبل الكيانات المستحوذة، خاصة ما يتعلق بما وصفه بملف «الإغراق» الذى كان سبباً رئيسياً فى أزمة العديد من الكيانات الصغيرة محلياً خلال الفترة الأخيرة.