يجمع معظم النساء على أن الفضفضة تمثل شكلاً من أشكال السعادة لهن.. بينما الرجل قد يعتبر الفضفضة نوعاً من التعرى والضعف.. ولكن عند الأزمات قد يلجأ للشكوى بهدف الحصول على دعم أو مقابل لشكوته على عكس «الفضفضة التى تعتبر مجرد تفريغ للشحنات النفسية السلبية دون انتظار أى دعم. وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة التى توصلت إلى أن إفراز هرمون «الأوكسيتوسين» هو الذى يسبب الرغبة فى التنفيس أو الرغى سواء كان شكوى أو فضفضة.. ولكن الباحثين وجدوا أن هذا الهرمون يزداد نشاطه فى وجود هرمون الأنوثة، بينما يعمل هرمون الذكورة «التستسيرون» على إبطال مفعوله.. الأمر الذى يفسر إقبال النساء على الكلام واستمتاعهن به أكثر من الرجال. الكاتبة عفاف السيد تقول: «أمارس الفضفضة ولكن مع نفسى.. أقطع صلاتى بالعالم الخارجى، وأغلق موبايلى وأحتجب فى بيتى تماما، وهو ليس انسحاباً وإنما مواجهة حاسمة مع النفس، ولأن عملية الفضفضة فى نظرى مربكة للغاية وموجعة بعكس ما يتخيل البعض، فأفضل القيام بها بمفردى، عبر الحديث الداخلى مع نفسى والذى تتطاير منه أحيانا جمل مسموعة غير مقصودة، أو متعمدة أحيانا، أثناء حديثى مع الغير هنالك دائما صورة محددة عن ذاتى أتفاعل من خلالها تريحنى لأنى ألتزم بحدودها الواضحة، أما مع ذاتى فيكون هنالك زخم فى الحقائق والمعلومات التى يجب مواجهتها بحكمة وشمولية. كما أشرف على ورش لتدريب السيدات على الحكى، كنوع من التفريغ النفسى لشحناتهن السلبية، وهن من ساكنات الأحياء الشعبية البسيطات، يفضفضن بالورش حول تجاربهن الحياتية، والتمييز النوعى تجاههن، وإمكانات تغيير حياتهن للأفضل، وقد أتت هذه الورش بنتائج نفسية جيدة جدا، ودمجنا معهن المريضات النفسيات وبعض المتعافيات من الإدمان بالاتفاق والتنسيق مع الأطباء المشرفين على حالاتهن». أما الفنانة التشكيلية ومدير متحف طه حسين، زينب منهى فتقول: «أميل للفضفضة عندما أشعر ببعض الضيق مع صديقتى المقربة «عزيزة غيث» ومع بنتى اللتين أعتبرهما صديقتى، وزوجى على العكس منى، لا يميل للكلام، وعندما يشعر بالانفعال يمارس الصيد ويجلس بالساعات أمام البحر، وتساعده هواياته الأخرى فى تفريغ شحناته السلبية، فهو مغرم بتربية الطيور، ولدينا ببغاء بالمنزل، نفضفض له جميعا، فهو مستمع جيد ومتحدث لبق أيضا».
