يعتبر عباس العقاد من أهم -إن لم يكن أهم- الأدباء المصريين فى العصر الحديث، فقد اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من المواهب، فهو كاتب كبير، وشاعر لامع، وناقد بصير، وسياسى وصحفى نابه، ولد عام 1889 فى أسوان، وأرسله والده إلى الكتاب لتعلم القرآن الكريم ثم التحق بعد ذلك بالمدرسة الإبتدائية التى قضى فيها أربع سنوات فقط كانت تلك السنوات هى ختام دراسته التعليمية وبداية رحلته الطويلة من «التثقيف الذاتى». أدت استقالة العقاد من وظيفته الحكومية إلى اشتعال مهنته الأدبية، وبدأ بالكتابة فى الصحافة مدافعاً عن الديمقراطية، ثم عمل محرراً فى جريدتى «الدستور» و«البيان»، ألف العقاد أكثر من 102 كتاب، تغطى قضايا فكرية وأدبية، وقام بتأليف رواية واحدة تسمى «سارة»، وفيها يحكى العقاد تجربته الشخصية فى حياته مع المرأة الوحيدة التى أحبها، كما كان يقدر المرأة كثيراً ويحترمها فكتب ثلاثة كتب دعا فيها إلى المشاركة الكاملة للمرأة فى المجتمع، كما كتب 15 سيرة ذاتية عن شخصيات بارزة كثيرة مثل الزعيم سعد زغلول وابن رشد وبنيامين فرانكلين وآخرين، كما قام بترجمة الكثير من روائع الأدب العالمي. تقديراً لإسهاماته الأدبية، منح العقاد جائزة الدولة التقديرية فى عام 1960، وقد حصل على بعض الجوائز والتقديرات الأخرى. من أشهر أعمال العقاد سلسلة العبقريات الإسلامية مثل: «عبقرية محمد، وعبقرية عمر، وعبقرية خالد، وغيرها»، ومن أهم مؤلفاته أيضا: «الفلسفة القرآنية، الإنسان فى القرآن الكريم ومراجعات فى الأدب والفنون». كتب العقاد عشرات الكتب فى موضوعات مختلفة، فكتب فى الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: «ساعات بين الكتب، وجحا الضاحك المضحك، وبين الكتب والناس، والفصول، واليد القوية فى مصر». فى 12 مارس 1964 توفى المفكر المصرى البارز عباس محمود العقاد تاركاً خلفه إرثاً عظيماً من الإنتاج الأدبى، ونموذجاً يستحق الاحترام والتقدير. أحمد مصطفي الغر- كلية الهندسة- طنطا