اهتم عدد من الوكالات والمواقع الأجنبية بخبر وفاة شيخ الأزهر، إثر إصابته بأزمة قلبية، فى حين لم يلق الخبر اهتمام المواقع الإسلامية كالاتحاد العالمى للمسلمين وموقع الشيخ القرضاوى. وصفت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية الشيخ محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، فى تقرير لها أمس، بأنه «المفتى صاحب وجهات النظر المعتدلة التى أغضبت المتشددين المسلمين»، وقالت الوكالة فى تقرير لها أمس إن طنطاوى كان يمثل «المفتى السنى» الذى يعبر عن اتجاه الإيمان السائد فى المجتمع المصرى حيث ما يقرب من 80 مليون مصرى ينتمون للإسلام السنى. وأضافت الوكالة فى تقريرها الذى نقله عنها عدد من الصحف الأمريكيةك«واشنطن بوست» و«شيكاغو تريبيون» أن شيخ الأزهر كان عالماً «معتدلاً» وداعماً لحقوق المرأة، مشيرة إلى أن فتاواه الدينية بشأن المرأة جعلته هدفاً مألوفاً للانتقاد من الإسلاميين المتشددين خاصة بعد إصداره فتوى النقاب الشهيرة العام الماضى. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن فتاوى طنطاوى تعد جزءا من الصراع المحتدم بين مؤيدى الإسلام المعتدل والأغلبية من الجماهير التى تحولت إلى تبنى النموذج الصارم للتدين، لافتة إلى أن طنطاوى منذ تعيينه فى منصبة عام 1996 كان رمزاً وقوراً» بين أكثر من 1.4 مليار مسلم فى العالم، له نفوذ شديد خاصة فى مصر على الرغم من أن منصبه لم يكن مدعوما بقوة القانون. وأوضحت «أسوشيتدبرس» أن تعليم شيخ الأزهر وسيطرته جعلاه يحظى ب«تصفيق» واسع من المعتدلين فى العالم الإسلامى، إلا أن الإسلاميين المحافظين المتشددين كانوا يعتبرونه «مخالفاً» للتعاليم الإسلامية خاصة فيما يتعلق بفتاواه عن زراعة الأعضاء وتحريم ختان الإناث والسماح للمرأة بتولية المناصب القضائية والإدارية بالدولة وطلاق المرأة، فضلا عن فتوى الفوائد البنكية. وذكرت الوكالة أن شيخ الأزهر تعرض ل«ضغط وانتقاد شديد» من السياسيين والصحف المصرية عقب مصافحته رئيس إسرائيل شيمون بيريز، خاصة أن طنطاوى كان «داعماً» لعملية السلام على الرغم من تغاضيه عن هجمات الإسلاميين المتطرفين ضد الدولة اليهودية حيث إنه دعا فى مارس 1997 إلى عودة الحرب المقدسة إلى القدس، فضلا عن دعمه لحوار الأديان. ووصفت «أسوشيتدبرس» شيخ الأزهر بأنه كان «سيئ المزاج» فى التعامل مع منتقديه، إذ كان يصيح فى الصحفيين عندما كانوا يوجهون له الأسئلة حول أفكاره. من ناحيته، ركز موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» على أن شيخ الأزهر قضى فترة منصبه كرئيس لمشيخة الأزهر فى احتقان بينه والإسلاميين المتشددين حول فتاواه «المعتدلة» بشأن ارتداء المرأة الحجاب والنقاب. وذكر تقرير «بى بى سى» أن شيخ الأزهر كان سببا فى غضب الكثير من علماء المسلمين بتصريحاته الشهيرة تجاه منع الحجاب فى فرنسا عندما قال «إن الفرنسيات المسلمات لابد أن يطعن القانون الفرنسى»، واتهمته جماعة الإخوان المسلمين بأنه «يضر بمصالح الإسلام»، فضلاً عن إدانته الهجمات «الانتحارية»، معتبراً أن المتطرفين يفسرون المبادئ الإسلامية لمصلحتهم.