تأتى الجولة الجديدة للمبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل وسط أجواء ملتهبة، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى، أمس الأول، وأطلقت وابلاً من الرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع على المصلين بداخله الذين استبسلوا حتى أجبروها على الانسحاب، وبينما تسعى واشنطن لعدم إفشال جولة ميتشل قبل بدايتها من خلال إعلان تنصلها عن بيان مجلس الأمن الذى طالب الفلسطينيين والإسرائيليين بالهدوء والعودة لمفاوضات السلام، فإن موقفها يعكس رغبة منها فى عدم إزعاج الدولة العبرية من خلال ممارسة أى ضغوط عليها الأمر الذى قد يعرقل جهود إطلاق المفاوضات غير المباشرة المرتقبة خلال أيام. وفى بوادر للانقسام حول انطلاق المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل أبدى بعض قيادات حركة فتح التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، ومن بينهم محمد دحلان، عدم رضائهم عن قرار العودة للتفاوض، كما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامى اقتحام ساحات المسجد الأقصى ثمرة أولى لموافقة الجامعة العربية على استئناف المفاوضات مع الاحتلال استجابة للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، بحسب ما قالت وكالة «معا» الفلسطينية للأنباء، بينما ترفض حماس إجراء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وقبل ساعات من وصول ميتشل للمنطقة تعهدت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بلعب دور فى المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التى كان مجلس وزراء الخارجية العرب أعلن استئنافها لمدة 4 أشهر، غير أن واشنطن هددت فى الوقت ذاته بالكشف عن المسؤولين عن أى فشل ممكن للمفاوضات التى من المتوقع لها أن تبدأ فى غضون أيام، بحسب ما ذكرت مصادر إسرائيلية. وفى رد فعل ضعيف على اقتحام القوات الإسرائيلية المتكررة المسجد الأقصى وقمع المسيرات السلمية فى الخليل اكتفى مجلس الأمن الدولى بعد اجتماع، مساء أمس الأول، بناء على طلب المندوب الفلسطينى لدى الأممالمتحدة رياض منصور، بالإعراب عن قلقه من الصدامات التى نشبت بين قوات الاحتلال والفلسطينيين، وحث بيان المجلس، غير الملزم والذى صدر بالإجماع، الجانبين على استئناف مفاوضات السلام، ووصف الموقف فى الأراضى الفلسطينية بأنه متأزم، وبينما وصف المندوب اللبنانى لدى الأممالمتحدة البيان بأنه معتدل جدا، تجنب فيها توجيه التهم لإسرائيل، بحسب ما ذكر موقع «عرب 48» الإخبارى. وحول المخاوف من النوايا الإسرائيلية المتواصلة لتهويد المسجد الأقصى حذر الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 48، من أن القادم أخطر على المسجد الأقصى وقال إن الاحتلال الصهيونى يستعد إلى مشهد أخطر منه، فى إطار دعوات اليهود المتطرفون لاقتحام كبير للأقصى فى 16 مارس الحالى حيث بدأوا يعدون لنشاط عالمى، ثم أنشطة على مستوى القدسالمحتلة، لبناء ما يسمونه «الهيكل الثالث المزعوم»، وسيعلنون افتتاح ما يسمونه « كنيس الخراب» الذى يقع على بعد أمتار من الحائط الغربى للأقصى، وقال الشيخ رائد صلاح إن الاحتلال مصمم على اعتبار أن 2010 عام مصيرى بالنسبة للقدس والمسجد الأقصى بحسب ما ذكرت وكالة «فلسطين برس».