أعرف أن كثيرين لا يرحبون بمداخلات الدكتور وليد دعبس التليفونية الدائمة والمتكررة فى معظم برامج قناة «مودرن سبورت».. فالناس من حيث المبدأ ترفض تلقائياً كل من يلعب لمجرد أنه صاحب الكرة وكل من يتكلم لمجرد أنه صاحب القناة.. ولكننى لا أظن أن هذا كان رأى الناس فى المداخلة الأخيرة للدكتور وليد دعبس قبل ثلاثة أيام حين بدأ الكلام فى إحدى حلقات الزميل والصديق مدحت شلبى التى استضاف فيها مرتضى منصور ليتحدث بحرية واستفاضة عن تفاصيل ومراحل ودواعى صراعه الساخن والدائم والقاسى والشهير مع أحمد شوبير.. لأن وليد دعبس فى تلك المداخلة لم يكن صاحب القناة الذى يرى من حقه الحديث كيفما ووقتما يشاء.. ولا كان المواطن المأخوذ دوما بشهوة الكلام على شاشة تليفزيون.. وإنما كان يتكلم كصاحب قناة تليفزيونية لها استثماراتها وأعباؤها، وبات من حقه أن يخشى تأثير الحكم القضائى الأخير بمنع شوبير من تقديم برامجه على استثمارات وتعاقدات قناة «الحياة» وارتباطاتها، واحتمال أن يتكرر ذلك مستقبلا فى قنوات أخرى ويطال برامجها ونجومها.. وقد كان وليد دعبس هو أول من ناقش مرتضى منصور فى ذلك بشكل مباشر وعلى الهواء وبمنتهى الاحترام لأحكام القضاء وقمة القلق على الحقوق والاستثمارات.. كان وليد دعبس أيضا فى تلك المداخلة يتكلم كإعلامى، على عكس آخرين كثيرين، لم يحب الإبقاء على هذا السيرك أو هذا الصراع لتبقى الفرجة قائمة ويبقى الناس مستمتعين فى بيوتهم بمشاهد تبادل تقطيع الثياب وتعريتها وتشويه السمعة والصورة والسيرة.. فكانت دعوة حقيقية وصادقة للمصالحة بين مرتضى منصور وأحمد شوبير أطلقها وليد دعبس عبر شاشة «مودرن».. وهى دعوة أشكر وليد دعبس عليها كثيرا وجدا، لأنه وقتها كان أحد الحكماء القلائل الذين تعاملوا مع أزمة مرتضى وشوبير دون انتهازية إعلامية تقودها فرحة طاغية بانتصار مرتضى أو الشماتة وشهوة الانتقام من شوبير.. وعلى الرغم من أنها أبدا لن تكتمل لأنها لم تعد خناقة بين اثنين وإنما صراع قضائى وجنائى امتلأت ملفاته باتهامات يعاقب عليها القانون حتى لو اصطلح الطرفان وقبّل كل منهما رأس الآخر، إلا أننى أتمنى على الأقل أن ينفض هذا السيرك الإعلامى ويلتزم الجميع الصمت بشأن أى أمر معروض على القضاء.. وأن يتحول ذلك كله لنقطة فاصلة تخص الإعلام الرياضى التليفزيونى وشاشاته وبرامجه.. فتلتزم كل القنوات بمبادئ وحدود فاصلة لما يليق ويجوز ولما يستحيل التغاضى عنه أو القبول به قبل أن يطالبنا أصحابها بالتضامن معهم حفاظا على حقوقهم واستثماراتهم.. ولا تتحول البلاتوهات إلى ساحات للمحاكم البديلة.. ولا تتحول البرامج إلى ساحات لتبادل الشتائم والإهانات والفضائح. [email protected]