هدوء عاصفة «مطرقة الثلج» فى تركيا بعد لقاء جول وأردوجان مع رئيس أركان الجيش

هدأت العاصفة التى هددت الأجواء السياسية فى تركيا نسبياً ولكنها لم تنته بعد خصوصاً مع استمرار حملة الاعتقالات التى طالت أمس 18 عسكرياً وشملت 13 محافظة ولايزال المناخ ملبداً بالغيوم فى العلاقة بين الحكومة الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان والجيش الذى نجح على مدار 5 عقود فى الإطاحة ب4 حكومات سابقة وكان يخطط للخامسة فى 2003.
 وكان الاجتماع الطارئ الأخير أمس الأول الذى عقده الرئيس التركى عبدالله جول وأردوجان مع رئيس هيئة الأركان فى الجيش إيلكر باشبوج بمثابة المسكن للأزمة، حيث تعهد الطرفان بالتوصل إلى حل للأزمة فى إطار القوانين والدستور وتزامن الحوار المفتوح مع الإفراج عن القائدين السابقين لسلاحى البحرية والطيران فى تركيا أوزدن أورنيك وإبراهيم فيرتينا بناء على أمر من النيابة بعد استجوابهما فى القضية عينها، والمعروفة باسم «مطرقة الثلج».. واعتبر المراقبون القرار محاولة لامتصاص الجيش فى لعبة المواجهة وقطع الطريق عن أى مخطط لانقلاب جديد قد يدور فى أذهان القائمين على المؤسسة العسكرية.
ورغم إعلان أردوجان رضاه عن المحادثات ووصفه إياها بأنها «جيدة للغاية»، فإن بعض المحللين اعتبروا العبارات المبهمة المستخدمة فى البيان الرئاسى عقب اللقاء توحى بأن التوتر بين الجيش الذى يشكل أحد أعمدة النظام العلمانى والحكومة لايزال قائماً وإن وجدت النية فى التهدئة خصوصاً بعد قول أردوجان الصريح: «لا أحد فوق القانون» موجهاً حديثه إلى الجيش.. وبالتالى قد تطفو الأزمة على السطح مجدداً.
وجانب آخر من القضية أثاره المحلل والكاتب التركى البارز فى صحيفة «زمان» التركية محمد على بولات أمس عندما رجح تورط إسرائيل فى التوترات بين الحكومة والجيش انطلاقاً من انزعاج تل أبيب لموقف أردوجان بشأن الحرب على غزة وسياسة حكومته للانفتاح على جيران تركيا.