تونس «تشتعل» من جديد

بعد أيام قليلة من تمديد العمل بقانون الطوارئ فى تونس، تجددت الاضطرابات فى أنحاء البلاد خلال الساعات القليلة الماضية، حيث توفى شاب أقدم على الانتحار حرقاً فى ولاية «توزر» غرباًَ، فيما جرت مواجهات فى مدينة «مدنين» الحدودية بين الشرطة التونسية وعاطلين عن العمل يطالبون بتوفير وظائف، كما شهدت ولاية «المنستير» (شرقاً) إضراباً عاماً، بينما دخل عدد من أهالى «شهداء وجرحى الثورة» فى اعتصام مفتوح بولاية «سيدى بوزيد»، مهد الثورة التى أطاحت بنظام الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على، مطالبين بالحصول على التعويضات المستحقة لهم.
وأفادت إذاعات محلية بأن مواجهات جرت، الاثنين، فى «مدنين»، على الحدود مع ليبيا، بين الشرطة التونسية وعاطلين عن العمل، وأوضحت أن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق محتجين هاجموا مركزاً للشرطة وسط المدينة، ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة، واحتجزوا لوقت وجيز محافظ «مدنين»، الذى طلب التفاوض معهم، كما ذكرت «وكالة الأنباء التونسية» أن محتجين قطعوا، بالعجلات المطاطية المشتعلة، الطرقات الرئيسية للمدينة، التى تمثل معبراً أساسياً لشاحنات نقل البضائع نحو ليبيا المجاورة.
واستمراراً لمسلسل «الانتحار» الذى بدأه البائع المتجول محمد البوعزيزى فى 17ديسمبر 2010، احتجاجاً منه على مصادرة شرطة البلدية عربة الخضر الخاصة به، ما شكل «الشرارة الأولى» للثورة التونسية، كشف مصدر طبى، الاثنين، أن شاباً تونسياً يدعى على المرزوقى (35عاماً) توفى متأثراً بحروق بليغة أصابت كامل جسده، إثر إقدامه على الانتحار حرقاً بعدما سكب على جسده «البنزين» فى مركز محافظة «توزر» الغربية، فيما أرجع سكان السبب فى انتحار «المرزوقى» إلى «رفض» السلطات منحه قطعة أرض زراعية مملوكة للدولة بإحدى مناطق المحافظة، والتى كان قد استغلها منذ يناير2011. وفور وقوع الحادث، أغلقت المحافظة والبلدية أبوابهما تحسباً لاندلاع أعمال عنف.
وأوضحت وكالة «تونس أفريقيا» للأنباء أن مجموعة من الشباب المتعاطفين مع «المرزوقى»، حاولوا حرق واحة «مراح الصوار»، حيث تقع الأرض محل النزاع، إلى جانب محاولتهم إغلاق الطريق المؤدى إلى مطار «توزر» الدولى، الاثنين حسب مصدر أمنى.
وامتدت الاضطرابات أيضاً إلى مدينة «الساحلين» بولاية «المنستير»، حيث أغلق عدد من المؤسسات الاقتصادية الاثنين، تنفيذاً للدعوة إلى «إضراب عام»، احتجاجاً على عدم تلبية مطالب الأهالى فى التشغيل والتنمية، كما تم تنظيم مسيرة سلمية، شارك فيها عدد من أهالى المدينة وناشطون. أما «سيدى بوزيد»، فقد شهدت هى الأخرى اعتصاماً مفتوحاً لعدد من «أهالى شهداء وجرحى الثورة»، بحسب وكالة «تونس أفريقيا»، التى أشارت إلى أن الأهالى قاموا بنصب خيمة أمام مقر الولاية، مطالبين السلطات ب«منحهم بطاقات العلاج والنقل الرسمية، إلى جانب إمدادهم بالتعويضات النهائية»، مؤكدين دخولهم فى اعتصام مفتوح، حتى تتم الاستجابة إلى مطالبهم، حسبما نقلته شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية.
ومن الاضطرابات الأمنية إلى قضايا الحريات، حيث أعلن ادريانوس كوسترنروجت، سفير الاتحاد الأوروبى فى تونس، أن الاتحاد لن يقدم مساعدات مالية، بقيمة 100 مليون يورو، إلى تونس ما لم تطبق حكومتها مرسومين ينظمان قطاع الصحافة والإعلام فى البلاد، ويعطيان حصانة للصحفيين فى قضايا تتعلق بحرية التعبير.