كم هو مؤلم ذلك المشهد الذى ترى فيه امرأة تزاحم الرجال من أجل الظفر بشنطة رمضان.. وكم هو محزن ذلك المشهد الذى ترى فيه طاعنا فى السن يستجدى موزعى الصدقات والعطايا، لكى يمنحوه زجاجة زيت أو كيسا من الأرز.. ما أفدح الثمن الذى يدفعه ذلك المواطن البسيط من كرامته وعزة نفسه التى داسها الفقر وأجهز عليها العوز والحاجة.. ألم يفكر هؤلاء السادة «المحسنون» فى كرامة هؤلاء الفقراء والحفاظ على ماء وجوههم.. ألم يكن من الأرقى، ومن الأطهر لقلوب أصحاب الشنط أن يذهبوا بأنفسهم إلى بيوت هؤلاء الفقراء فى عتمة الليل، ويدفعوا إليهم بما أفاء الله عليهم.. كما أن هناك نفراً من الناس رضوا بالجوع ولم يرضوا بسكب ماء وجوههم، وهم الذين يستحقون أن نبحث عنهم ونذهب إليهم فى الخفاء، فنحفظ عليهم تعففهم وكبرياءهم وعزتهم، وفى قرارة أنفسنا نوقن أن هذه هى حقوق لهم وليست عطايا، ونعزى الفضل إلى الله الذى رزقنا ووفقنا لفعل الخير ونسأله القبول. مدرس أول لغة إنجليزية [email protected]