بقلم: محمود سلامة الهايشة: أقبل فصل الصيف ودخل موسم الإجازات الدراسية، وبدأ فصل حفلات الزفاف والأعراس حيث تقام أغلبها في تلك الفترة من العام، وأصبحت الأسر تقيم تلك الحفلات في قاعات مخصصة ومجهزة لهذا الغرض، ولا يتأخر أحداً من أهالي العروسين ومعارفهم وأصدقائهم وجيرانهم عن الحضور للقاعة المقام فيها العُرس، وترى الشباب والفتيات يضحكون ويرقصون ويزغردون، ولكن لا تشعر أنهم سعداء فرحين، فالمظهر الخارجي للوجوه يبدو فرحاً، ولكن إن جلست تدقق في تلك الوجوه فلن تشعر أنها سعيدة، فالكل يأتي لكي يفرغ طاقته في الرقص والحركة، ولكنها طاقة الكبت والضيق، فلم يعد هناك شيء يًفرح الناس في ظل انشغالهم بالجري وراء لقمة العيش في ظل ارتفاع الأسعار وضيق العيش. حتى العروسين الجالسين أمام من جاءوا للاحتفال بهم والفرحة لهم، تجدهم مهمومين ومرهقين فهم لم يصلوا إلى هذا اليوم وتلك اللحظة إلا بعد رحلة كفاح ومعاناة كبيرة، من إنفاق الكثير من الأموال في أشياء لا طائل من وراءها وفي الكثير من الأمور غير الضرورية وليست أساسية في إقامة بيت جديد، فالعريس يًفكر في الأقساط المتراكمة عليه والتي سوف يظل يًسدد فيها لعدة سنوات قادمة، ورأس العروس مشغول بالتفكير في حماتها التي اصطدمت بها عدة مرات أثناء تجهيز وفرش عش الزوجية، فتنظر إليها وتسأل نفسها كيف ستعاملني تلك المرأة؟! وكيف ستكون الحياة معها؟! أما والد وأخوان العريس مشغولين بتوزيع المشروبات والمأكولات والحلويات على المدعوين، يراقبون توزيع تلك الأشياء ويظلون يتابعون عمال القاعة ومصوري الفيديو، ويدخلون في نقاشات معهم بخصوص إجمالي حساب الحفل، وأهل العروس بالهم مشغول بالأشياء التي سوف يأخذوها معهم في اليوم التالي لهذه الليلة من مأكولات ومشروبات ولحوم وطيور لبيت بنتهم وأهل زوجها! وفجأة ينتهي حفل العُرس ولم يجلسوا أو يفرحوا مع العروسين وكأنهم في حفل عمل وليسوا في حفل زفاف!!