في الكويت اندلع حريق في خيمة للنساء أقيمة بمناسبة حفل زفاف في حي الجهراء قرب العاصمة الكويتية. ولأن الخيمة كانت مكتظة بالنساء اللاتي تدافعن للهروب من الحريق ومن انهيار الخيمة فوقهم فإن أكثر من 45 امرأة وطفلا لقوا مصرعهم بخلاف عشرات آخرين من الذين احترقوا وأصيبوا ونقلوا إلي المستشفيات. ومع كل تعازينا وآلامنا من هذا الحادث المؤلم فإن تكرار حدوثه ممكن ومحتمل ولن يتوقف. فإخواننا في دول الخليج العربية مازالوا يعشقون حياة الخيام ويقيمون الأفراح أو ما يطلق عليه الاعراس داخل هذه الخيام التي لا يوجد فيها منافذ للنجاة من الحوادث، كما يتم فيها استخدام أجهزة كهربائية بطاقة تفوق طاقتها وهو ما يسبب تلفا في هذه الأجهزة يؤدي إلي حدوث حريق. ويزيد من مأساة هذه الحرائق كما حدث في حريق الكويت الأخير أن الأهالي يغلقون الطرق المؤدية إلي خيمة النساء، وذلك خوفا من المتلصصين وهواة التقاط الصور للسيدات داخل الخيام، وإغلاق هذه الطرق أدي بالفعل إلي تعطل وصول سيارات الاطفاء لاخماد الحريق..! والغريب أن الناس هناك تفضل إقامة الأفراح في الخيام مع أن هناك قاعات وصالات مكيفة ومجهزة وفرتها الحكومة والجمعيات وموجودة في كل مكان..! ونفس هذا المشهد يتكرر في الصحراء، في فصل الشتاء عندما يتوجه أهل الخليج إلي الصحراء في موسم التخييم وحيث تكتظ الجبال بعشرات الآلاف من الخيام المتراصة والتي تكون عرضة للحريق الجماعي في أي لحظة ولأي سبب. وقد تكون هذه عادات خليجية لا يمكن اقناع الناس بتغييرها بسهولة، ولكن لابد من اشتراطات للسلامة وأن يتم بناء هذه الخيام بحيث يتوافر فيها مخارج مناسبة للطوارئ أو الحوادث. وما حدث في الكويت، هو نفس ما يحدث عندنا أيضا، حيث القانون لا يطبق كثيراً ولا يعترف به الناس، وتتغاضي السلطات عن تطبيقه، فهذه الخيام التي تقام بها الأفراح في الكويت غير مرخصة قانونا، ومع ذلك فالأفراح بها لا تتوقف، وليس في ذلك جديد..!! [email protected]