الانتخابات اليمنية: إقبال كثيف في صنعاء.. وعصيان مدني في الجنوب

رغم كونها انتخابات «غير تنافسية» لا يخوضها سوى مرشح واحد، حرص عدد كبير من الناخبين اليمنيين على المشاركة في عملية الاقتراع، الثلاثاء، لدعم المرشح «التوافقي» المشير عبد ربه منصور هادي، رئيسا للبلاد لمرحلة انتقالية مدتها عامين.
ويهدف الاقتراع إلى إنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح، الذي استمر 33 عاما، تنفيذا لبنود المبادرة الخليجية، التي أنهت عاما من الاحتجاجات والاقتتال الداخلي في اليمن.
وتوجه الكثير إلى لجان الاقتراع، للمرة الأولى في حياتهم، لدعم المرشح التوافقي، الذي تعتبره جميع القوى السياسية «الحل الوحيد لخروج البلاد من الأزمة»، مشددين على أن إجراء انتخابات تنافسية في هذا التوقيت كان سيجر البلاد إلى مزيد من العنف والحرب الأهلية.
ورصدت «المصري اليوم» في صنعاء إقبالا كثيفا من الناخبين، رجالا ونساء، الذين اعتبروها «عيدا» لليمن، وخطوة لبناء «اليمن الجديد». وفي الوقت الذي شهدت فيه لجان محافظة صعدة، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، إقبالا ضعيفا، تم إغلاق عدد من اللجان في محافظات الجنوب، التي شهدت حالة من العصيان المدني، تعبيرا عن رفضهم للانتخابات.
وقال المشرف على القطاع الأمني باللجنة العليا للانتخابات، سبأ الحجي، إن الانتخابات جرت في 293 من بين 301 دائرة، وتم تعطيلها في 9 دوائر، 4 منهم في عدن و3 في محافظة الضلع والباقي في لحج. وأضاف، في مؤتمر صحفي صباح الثلاثاء، أن اللجنة رصدت وقوع حادثي قنص في بعض الدوائر الانتخابية.
وقال عضو المكتب الصحفي لجماعة المتمردين الحوثيين، أبو هاشم ل «المصري اليوم» إن اللجان الانتخابية فتحت أبوابها في محافظة صعدة شمال اليمن، لكن الإقبال ضعيف، مشيرا إلى وجود مظاهرات حاشدة تجوب شوارع المحافظة لرفض الانتخابات.
وأضاف أن الحوثيين يرفضون الانتخابات لأن نتيجتها محسومة مسبقا لصالح الرئيس التوافقي وأنها ليست انتخابات حقيقية تنافسية نزيهة، بل مؤامرة خارجية والتفاف على الثورة. وأشار إلى أن الثورة كانت كفيلة بإسقاط النظام لكن جاءت المبادرة الخليجية لتشكل وزارة بنظام المحاصصة بين أحزاب المعارضة والنظام السابق وتعيد ترتيب النظام من جديد.
وفي الجنوب، قال عضو المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي ناصر الخبجي ل «المصري اليوم» إن محافظات الجنوب شهدت شللا تاما، استجابة لدعوة العصيان المدني التي تنفذ للمرة الأولى في اليمن، ورفضت معظم اللجان العمل، خاصة في منطقة لحج، مشيرا إلى وقوع بعض الحوادث الأمنية في عدن.