فيثاغورس وإقليدس وكنوز مكتبة الإسكندرية فى الواقع، الكثير من المؤرخين والباحثين فى تاريخ العلوم يعتقدون، أن ما نُسب لاحقًا إلى فيثاغورس، إقليدس، أفلاطون، وأرسطو، لم يكن اكتشافًا خالصًا لهم، بل كان ثمرة لما أخذوه من علوم المصريين والبابليين والهنود، خاصة بعد أن فتح الإسكندر الأكبر مصر، واستولى على كنوز مكتبة الإسكندرية، ونقل جزءًا من محتوياتها إلى أثينا. فيثاغورس نفسه — بحسب بعض المصادر القديمة مثل المؤرخ هيرودوت — درس فى مصر نحو 20 عامًا، وتعلم على أيدى كهنة المعابد فى منف وهليوبوليس وطيبة (الأقصر). النقوش فى معبد الكرنك والأهرام، تحتوى بالفعل على رسوم ونقوش هندسية، تُظهر معرفة دقيقة بالمثلث القائم الزاوية، قبل مولد فيثاغورس بألفى عام تقريبًا. أما إقليدس، فكان أصلًا من الإسكندرية نفسها، وعمل فى ظل حكم البطالمة بعد الإسكندر، أى أنه ورث المعرفة المصرية القديمة، وصاغها بطريقة منهجية فى كتابه الشهير العناصر (Elements)، الذى أصبح أساسًا لعلم الهندسة فى أوروبا لاحقًا. المشكلة التاريخية أن الغرب أعاد تدوير هذه العلوم، تحت أسماء يونانية، ثم جاءت العصور الوسطى فظن الناس أن اليونان هم المبتكرون الأصليون، بينما الحقيقة أن المصدر أقدم بكثير وممتد من حضارات الشرق، خصوصًا مصر وبابل. إذن ما نذكره عن «فضح الجداريات» فى معبد الكرنك ليس مجرد خيال، بل دليل مادى على أن الحضارة المصرية سبقت الإغريق، فى كثير من القوانين الهندسية والفلكية والرياضية، لكن الإغريق كانوا أول من دونها بأسلوب فلسفى ومنهجى، فاحتُسبت لهم تاريخيًا. سامح لطف الله