«البطاقة الخضراء» تمنح المدربين حق الطعن على قرار الحكم.. و«الزرقاء» مقترح للطرد المؤقت

تعودنا في كرة القدم أن نرى الحكم يرفع البطاقة الصفراء للتحذير، والحمراء للطرد، لكن على مر السنين ظهرت ألوان أخرى أقل شهرة، وبعضها بدا وكأنه خرج من قصة طريفة أكثر منه من قانون صارم. أحدث هذه الابتكارات كان «البطاقة الخضراء»، التي جُرّبت مؤخرًا في مباراة المغرب وإسبانيا بكأس العالم للشباب، لتدخل التاريخ كأول استخدام رسمي لها في بطولات «فيفا».
البطاقة الخضراء، تمنح المدرب حق طلب مراجعة قرار تحكيمي مرتين فقط خلال المباراة باستخدام تقنية الفيديو. في لقاء المغرب وإسبانيا، استُخدمت لإلغاء ركلة جزاء احتُسبت على أسود الأطلس، وهو ما أعاد التوازن وأنقذ الموقف. الفكرة هنا بسيطة: إعطاء فرصة للتأكد من القرارات المصيرية، وتقليل شعور الفرق بالظلم، وبالفعل نجحت في ذلك حيث تراجع الحكم عن قراره وألغى ركلة الجزاء.
بطاقات أخرى
هناك العديد من البطاقات الغريبة التي حاول الفيفا استحداثها في السنوات الأخيرة لتطوير ألية لعب كرة القدم والمحافظة على العدالة والنزاهة للحكام ومنها: البطاقة البيضاء التي رفعت في بعض البطولات كتقدير للسلوك النظيف، مثل لفتة تكريمية للروح الرياضية وسط المباريات حيث تبنت البرتغال البطاقة البيضاء كجزء من سلسلة من المبادرات الجديدة في البلاد لمحاولة «تحسين القيمة الأخلاقية في الرياضة». وتم اعتمادها من قبل الاتحاد البرتغالي لكرة القدم.
وأيضا البطاقة الزرقاء التي طُرحت فكرتها لفرض عقوبة «الطرد المؤقت»، بحيث يخرج اللاعب دقائق محددة قبل أن يعود مجددًا، كنوع من العقوبات المخففة ولكنها لم تتحول إلى قانون عالم ولم يتم اعتمادها من قبل الفيفا.
ظهور هذه البطاقات يعكس رغبة مستمرة في تطوير اللعبة، لكنه يفتح بابًا للابتسام أيضًا، فهل نصل يومًا إلى «بطاقة بنفسجية» مثلًا تعني استراحة إجبارية من الجدال مع الحكم؟، ورغم الطابع الخفيف لهذه الأفكار، تبقى البطاقة الخضراء حالة مختلفة لأنها تعالج قضية حقيقية، وهي أخطاء التحكيم التي قد تغيّر مصير مباراة أو بطولة كاملة.
كرة القدم لعبة تتجدد باستمرار، وما كان غريبًا بالأمس قد يصبح عاديًا غدًا. البطاقة الخضراء قد تكون بداية لمرحلة جديدة تعيد للجمهور واللاعبين الثقة في القرارات. أما باقي الألوان، فهي تظل لمسات جانبية تضيف بعض الطرافة لسجل طويل من حكايات الساحرة المستديرة.