المحافظات تتصدى للسحابة السوداء بتقنية ال«GPS»

بدأت المحافظات إجراءات صارمة ومبكرة للتصدى للسحابة السوداء ومنع حرق قش الأرز بعد بدء عدد كبير من الفلاحين فى جمع ودرس محصول الأرز والتخلص من مخلفاته للاستعداد لزراعة المحاصيل الشتوية، وأكدت المحافظات على استخدام القمر الصناعى لضبط أى حرائق لقش الأرز وتطبيق عقوبات صارمة ضد المخالفين.
ففى الدقهلية، وضعت المحافظة استعدادات مكثفة لمواجهة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز، وأكدت على ضرورة تطبيق القانون بكل حزم على المخالفين وفرض غرامات كبيرة عليهم.
وأوضحت رانيا إبراهيم، مسؤولة المخلفات الزراعية بمديرية الزراعة بالدقهلية، أن المحافظة استعدت لمواجهة السحابة السوداء بإجراءات احترازية مبكرة، بدأت بعقد عدة ندوات إرشادية مكثفة للمزارعين بالتنسيق مع مديريتى الشباب والرياضة والأوقاف لعمل ندوات إرشادية حول خطورة حرق قش الأزر، وتعريفهم بالطرق البديلة الآمنة للجمع، والفوائد الاقتصادية لاستخدامه فى مجالات أخرى، وذلك بالتعاون بين الإدارات والجمعيات الزراعية.
وأضافت فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن المساحة المنزرعة بمحصول الأرز فى محافظة الدقهلية تبلغ 332 ألفًا و467 طنًا، وتنتج 600 ألف طن قش.
وأشارت إلى فتح 194 موقعًا بجميع المراكز لاستقبال القش من المزارعين، وبلغت الكمية المستلمة منذ بدء الموسم فى سبتمبر الجارى وحتى الآن 10 آلاف و570 طنًا.
وتابعت: «يتم تنفيذ المرور اليومى للجان الرصد، والتى تضم فى عضويتها مسؤولى الزراعة، وجهاز شؤون البيئة بإقليم شرق الدلتا، وإدارة البيئة فى المحافظة، والمحليات، لرصد أى مخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية فورًا، بالإضافة إلى المراقبة عبر القمر الصناعى، لرصد أى حرائق، وحتى الآن لم يتم رصد أى مخالفات على مستوى المحافظة». وأكدت أن محافظة الدقهلية هذا العام تتصدى بكل حسم لظاهرة السحابة السوداء، ولن يتم التهاون فى أى مخالفات يتم رصدها، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتطبيقها بكل حسم.
وأعلن اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، الانتهاء من تجهيز مصنع تدوير المخلفات الزراعية بمنطقة قلابشو بمركز بلقاس، والذى يقام على مساحة 30 فدانًا، وبدأ تشغيله تجريبيًا، ويهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تدوير المخلفات الزراعية الناتجة عن زراعة الأرز والقمح وغيرهما، بما يضمن موسمًا آمنًا للحصاد دون آثار بيئية ضارة.
وفى دمياط، حدد مزارعو المحافظة سعر قش الأرز لبيعه لمصانع الأعلاف، وبلغ سعر الفدان 3000 جنيه، حيث يتم استخدامه كعلف للحيوانات.
وقال مجدى البسطويسى، أحد مزارعى دمياط: «قش الأرز أصبح اليوم ثروة بالنسبة للفلاح، نستخدمه كعلف للحيوانات بعد إعادة تدويره، حيث بلغ سعر فدان القش 3000 جنيه، وبعض المزارعين بدأ عملية تخزينه خلال الموسم لتصنيعه كعلف، خاصة أنه يمتلك قيمة غذائية تتجاوز 8٪، وهذا يفيد المربين بشكل كبير».
وأعلنت مديرية الزراعة فى بيان رسمى مواجهتها ظاهرة السحابة السوداء باستخدام الأقمار الصناعية وتقنية «GPS» للتوصل إلى المخالفين بصورة فورية واتخاذ ما يلزم حيالهم من إجراءات.
وأكد المهندس صالح فرغلى، وكيل وزارة الزراعة بدمياط، أن هناك إجراءات مشددة بشأن التصدى للسحابة السوداء، وذلك بالتنسيق بين كافة الأجهزة المعنية ومديرية الزراعة للقيام بهذا الأمر.
وفى بورسعيد، قال المهندس كامل تويج، وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ل«المصرى اليوم»، إن المساحة المنزرعة من الأراضى الزراعية بمحصول الأرز فى جنوب وشرق بورسعيد حوالى 34 ألف فدان، وتنتج كمية من القش المتقطع تتخطى أكثر من 4 ملايين بالة، حيث يتم منع حرقه وتجميعه وضغطه للاستفادة منه.
وأشار إلى وجود 51 جمعية مسؤولة عن القطاع الزراعى فى جنوب وشرق بورسعيد، حيث تقوم اللجان برصد أى مخالفة موجودة واتخاذ الإجراءات القانونية الكاملة بعد حصر اسم المزارع والمساحة التى تم التعدى عليها بالحرق، ويتم عمل محضرين للمزارع، أحدهما خاص بتجريف الأرض بالحرق، وهو محضر جنائى، والثانى خاص بتلوث البيئة طبقًا لقانون البيئة رقم 4، ويتم إبلاغ إدارات شؤون البيئة بالحى التابع له واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده.
وأكد أن قش الأرز له فوائد عديدة، أهمها خلطه ببعض المواد كالمولاس وحقنه بالأمونيا كسماد وعلف خاص بالإنتاج الحيوانى، أو يتم حرثه وما به من مواد عضوية لتحسين خصوبة التربة، كما يتم استخدامه فى مزارع الإنتاج الحيوانى لتدفئة الأرض فى الشتاء وإعادة الاستفادة منه بعد امتلائه بالروث الحيوانى كسماد عضوى فى الأراضى المالحة والجافة، بالإضافة لاستخدامه فى إنتاج الأخشاب، ويبلغ سعر فدان القش حوالى 3 آلاف جنيه.