أوروبا تنتفض ضد الاحتلال تزامنا مع قمة الدوحة.. إسبانيا تمنع العلم الإسرائيلي وبريطانيا تقصي طلابه تعليميًا

وسط أجواء مشحونة بالغضب والقلق، تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، قمة عربية وإسلامية طارئة، تجمع عددًا من الزعماء والقادة من العالمين العربي والإسلامي، جاء انعقاد القمة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت سكنية تابعة لقيادات من حركة حماس في الدوحة الأسبوع الماضي، في سابقة وُصفت بأنها تصعيد خطير وانتهاك مباشر لسيادة دولة قطر.
وبالتزامن مع تحضيرات وزراء خارجية وممثلي 57 دولة اجتمعوا أمس في لقاء تحضيري ناقش مشروع البيان الختامي للرد العربي والإسلامي على الهجوم، تصاعدت التحركات الأوروبية الرافضة لسياسة الاحتلال الإسرائيلي وسط دعوات لتبني موقف موحد وفاعل ضد ما وصف ب«سياسة العدوان السافر».
نائبة إسبانية تدين إسرائيل بالإبادة الجماعية
تعبيرًا عن التضامن الدولي المتزايد مع الفلسطينيين، استنكرت نائبة رئيس الوزراء الإسباني، يولاندا دياز، للعدوان الإسرائيلي، واصفةً ما تقوم به تل أبيب في غزة بأنه إبادة جماعية.
وفي منشور لها على «إنستجرام»، أشادت دياز بالاحتجاجات التي أوقفت المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا للدراجات الهوائية، معتبرةً أن «الشعب الإسباني لقّن العالم درسًا في الضمير الإنساني من خلال شل حركة سباق وطني احتجاجًا على جرائم الحرب في غزة».
إسرائيل تمنع دياز من دخول الأراضي المحتلة
في رد فعل حاد، أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حظر دخول على نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز، وذلك بسبب تصريحاتها المتكررة التي وصفت بأنها «تحريضية ومعادية لإسرائيل».
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في بيان، إنه اتخذ القرار بالتنسيق مع نائب وزير داخلية الاحتلال، وبموافقة نتنياهو، مشيرًا إلى أن «إسرائيل لن تقيم أي علاقات مع دياز».
وأعاد ساعر التذكير بسجل دياز الحافل بالمواقف المناهضة لإسرائيل، بداية من اتهامها تل أبيب بارتكاب جرائم حرب في أكتوبر 2023، مرورًا بدعوتها لفرض عقوبات دولية ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وصولًا إلى تصريحاتها الأخيرة التي وصفت فيها إسرائيل بأنها دولة إبادة جماعية، داعيةً إلى قطع العلاقات معها بالكامل.
انسحاب لاعبين إسرائيليين من بطولة شطرنج في إسبانيا
في تطور آخر يعكس تصاعد موجة التضامن الدولي مع الفلسطينيين، انسحب 7 لاعبين إسرائيليين من بطولة الشطرنج التي نظمها نادي «سيستاو» الإسباني، بعد إبلاغهم بأنهم لن يتمكنوا من المنافسة تحت علم بلادهم.
وقال ميجيل أنخيل أولمو، رئيس النادي، إن اللاعبين انسحبوا تباعًا، وإن النادي وجّه لهم دعوة مباشرة بعدم المشاركة، مضيفًا لصحيفة «التليجراف» البريطانية أن القرار جاء تماشيًا مع الوضع القائم في غزة، مؤكدًا في الوقت ذاته احترامه للقوانين الدولية، وحرصه على تقديم رسالة رمزية لدعم الشعب الفلسطيني.
كما أوضح الاتحاد الدولي للشطرنج أنه لم يتم إبلاغه مسبقًا بالقرار، ولم يُستشر من قِبل المنظمين، مشددًا على رفضه لأي نوع من التمييز، بما في ذلك التمييز على أساس الجنسية أو العلم.
تضامن رمزي واستعدادات لمسيرات داعمة للفلسطينيين في إسبانيا
أعلن نادي «سيستاو» أن البطولة استقطبت أكثر من 250 لاعبًا من 33 دولة، مشيرًا إلى أنه سيعرض أعلام جميع الدول المشاركة، بما فيها علم فلسطين، ك«بادرة رمزية للتضامن».
وأكد النادي دعمه للمسيرات المحلية التي تستعد جمعيات إسبانية لتنظيمها دعمًا للقضية الفلسطينية، وقال أولمو: «نعتقد أن هذه المظاهرة ستشرح جيدًا الخطوات التي اتخذناها، وستسلط الضوء على الموقف الشعبي الرافض للعدوان على غزة».
بريطانيا تغلق أبواب أكاديميتها الدفاعية في وجه الإسرائيليين
وفي خطوة أخرى ذات دلالة قوية، قررت حكومة المملكة المتحدة منع الإسرائيليين من الالتحاق بالكلية الملكية للدراسات الدفاعية، إحدى أرقى المؤسسات التعليمية العسكرية في البلاد، بدءً من العام المقبل.
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن القرار جاء في ضوء تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والذي اعتبرته «خاطئًا وغير مبرر»، مشددة على ضرورة السعي لحل دبلوماسي يشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وتبادل المحتجزين، وتكثيف المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المحاصر.
وأكد المتحدث باسم الوزارة أن كل الدورات التعليمية العسكرية البريطانية تشدد على احترام القانون الإنساني الدولي، في إشارة ضمنية إلى خروقات إسرائيل في غزة.