ب5 جنيهات فقط.. الطفلة هايدي تزرع الفرحة في القلوب

بخطوات ثابتة واثقة يملؤها الفرح والحماس توجهت الطفلة هايدى نسيم، صباح أمس الأول، إلى المجلس القومى للطفولة والأمومة، لتكريمها على تصرفها الإنسانى الذى لفت الأنظار إليها، عندما استغنت عن كيس الشيبسى ومنحت قيمته لشخص فقير، لتصبح حديث المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى.
قبل ساعات قليلة، كانت هايدى تتجول فى أحد محال السوبر ماركت بالقاهرة، ممسكة بخمسة جنيهات فقط، لتختار كيس شيبسى كأى طفل، لكنها حين لمحت رجلًا فقيرًا يمر بجانبها، توقفت هايدى دون تفكير طويل، متخذه قرارها سريعًا «أعادت الكيس إلى الرف، وسلمت الرجل الخمسة جنيهات، لتجسد براءة الطفولة ونقاء قلبها».
قالت هايدى بابتسامة مشرقة: «والدى فرح بيا جدًا، وقالى هجيبلك كرتونة شيبسى، بابا وماما علمونى أحب الناس وأساعدهم»، مؤكدة: «لو الموقف إتعاد تانى هتصرف نفس التصرف، لأنى بحب الناس ومش بحب حد يكون زعلان»، وعن انتشار الفيديو، أضافت هايدى أنها لم تكن تعرف أنها أصبحت مشهورة، وأن شقيقتها أخبرتها بذلك بعد العودة للمنزل.
بينما أشار والدها إلى أن الواقعة طبيعية بالنسبة له، لكنها تحمل رسالة مهمة للأطفال عن الرحمة والتعاون، وفعل الخير، وزرع قيم إنسانية حقيقية فى نفوس الجيل الصغير، وأكدت والدة هايدى أنها تفاجأت بالانتشار الكبير للقصة، لافتة إلى أن هايدى «بعد ما حكتلى عن اللى حصل راحت تنام عادى، ومكنتش متوقعة أبدًا إنها تبقى تريند».
الفيديو الذى وثق اللحظة سرعان ما انتشر على منصات التواصل الاجتماعى، إذ انهالت التعليقات التى تشيد بسلوك هايدى، وبراءتها وتربيتها، وتناقل الناس الموقف كدرس عملى فى الإنسانية.
الدكتورة سحر السنباطى، رئيس المجلس القومى للطفولة والأمومة، كرمت الطفلة هايدى محمد أحمد نسيم، ونصبتها سفيرة المجلس للرحمة، وذلك تقديرًا لموقفها النبيل، وأهدتها درع المجلس القومى للطفولة والأمومة وبعض الهدايا العينية تكريمًا لها.
وأعربت «السنباطي» عن تقديرها للموقف الإنسانى الذى قامت به الطفلة الصغيرة، حين فضّلت أن تمنح ثمن كيس شيبسى لأحد المواطنين فى الشارع تعاطفًا معه، مؤكدة فخرها بهذا التصرف العفوى الذى لاقى إعجاب الجميع، وموجهة التحية لأسرتها التى غرست فى ابنتهم قيم البذل والعطاء والإيثار، مشيرة إلى أنها ستحرص على الحضور معها فى أول يوم دراسى لها بالمدرسة لتكريمها وسط زملائها.
وأشارت «السنباطي» إلى أن ما قامت به الطفلة يعكس قيمًا تربوية وإنسانية رفيعة يجب أن تُحتذى، مؤكدة أن المجلس يتبنى دائمًا دعم النماذج الإيجابية من الأطفال، وتكريمهم لتعزيز روح المبادرة والرحمة فى نفوس النشء، مؤكدة على دور المجلس بدعم القيم الإنسانية وترسيخ مبادئ التربية الصحيحة، إيمانًا بأن بناء الإنسان الواعى هو الأساس المتين لنهضة المجتمع واستقراره، فغرس قيم الاحترام، والتعاون، والمسؤولية، إلى جانب التربية السليمة المبنية على الأخلاق والمعرفة، يشكّل الدرع الواقية للأجيال الناشئة.