كشفت وكالة «أسوشيتد برس»، في تقرير مدعوم بشهادات ومقاطع فيديو، عن استخدام متعاقدين أمريكيين -يحرسون مراكز المساعدات في غزة- للذخيرة الحية وقنابل الصوت ضد فلسطينيين جوعي كانوا يتدافعون للحصول على مساعدات غذائية في موقع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية شمال القطاع. وأشار متعاقدان أمريكيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إلى إطلاق زملائهم المدججين بالسلاح، النار في الهواء وعلى الأرض، وإلقاء قنابل صوتية واستخدام رذاذ الفلفل لتفريق الحشود. وأشار أحد المتعاقدين إلى أن «بعض عناصر الأمن غير مؤهلين، ويبدو أنهم يتمتعون بصلاحيات مفرطة لفعل ما يشاؤون»، فيما أشار الآخر إلى أنهم قدموا شكوى رسمية احتجاجًا على ما وصفوه ب«الممارسات الخطيرة». وتضمن التقرير تسجيلات مصورة تُظهر عناصر أمن وهم يناقشون كيفية تفريق الحشود ويشجعون بعضهم على استخدام القوة. وتُظهر المقاطع دوي إطلاق نار، وانفجارات قنابل صوتية، ورش رذاذ الفلفل على المدنيين المتجمعين للحصول على الطعام. وتحدثت وكالة «أسوشيتد برس»، مع متعاقدين مع شركة «يو جي سوليوشنز»، وهي إحدى الشركات الأمريكية المتعاقدة من الباطن لتوظيف أفراد أمن في مواقع التوزيع، وقالا: إن «الرصاص والقنابل الصوتية ورذاذ الفلفل استخدم في كل عملية توزيع للمساعدات تقريبا حتى في حال غياب أي تهديد». وذكرت «أسوشيتد برس» أن مقاطع الفيديو التي شاهدتها الوكالة «يبدو أنها تدعم شهادات المتعاقدين»، وكشفت عن أنه جرى التقاط هذه المقاطع خلال أول أسبوعين من عمليات التوزيع. وفي أحد الفيديوهات ناقش «من يبدو أنهم متعاقدون أمنيون أمريكيون مدججون بالسلاح كيفية تفريق الفلسطينيين القريبين»، وسمع صوت أحدهم يذكر ترتيب «استعراض للقوة من قبل الدبابات الإسرائيلية»، وانطلقت رشقات نارية بما لا يقل عن 15 طلقة، وقال أحدهم: «أعتقد أنني أصبت أحدا». وقال المقاول الأمني الذي صور الفيديو ل وكالة أسوشيتد برس، إنه رأى مقاولين أمنيين آخرين يطلقون النار باتجاه الفلسطينيين الذين «كانوا يغادرون بعدما حصلوا على طعامهم للتو»، مضيفا أنه لم يكن واضحا سبب استمرارهم في إطلاق النار بينما كان الناس يبتعدون»، وذكر أنه رأى رجلا على بعد 60 مترا في مرمى الرصاص يسقط أرضا. وخلال عملية توزيع واحدة في يونيو الماضي، استخدم المقاولون الأمنيون 37 قنبلة صوتية و27 قذيفة مطاطية ودخانية و60 عبوة رذاذ فلفل، وذكر المقاول أن «هذا العدد لا يشمل الذخيرة الحية»، وقدم صورة لإصابة امرأة على عربة يجرها حمار، وفقا لرسالة نصية داخلية تمت مشاركتها مع الوكالة. في غضون ذلك، تحققت الوكالة من الفيديوهات وحددت الموقع الجغرافي لها باستخدام صور جوية، واستعانت بخبيرين في الأدلة الجنائية الصوتية، وأكدا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن صوت الفيديوهات تم التلاعب به. وقال أحد المتعاقدين الذي صور الفيديوهات: «الجيش الإسرائيلي يستغل نظام التوزيع للوصول إلى المعلومات، وبعض الكاميرات مجهزة ببرامج التعرف إلى الوجوه». ويقول أحد المتعاقدين الذي شارك مقاطع فيديو مع وكالة أسوشيتد برس، إن الفلسطينيون الواصلون إلى مواقع توزيع المساعدات ذكروا أنهم عالقون بين نيران إسرائيلية وأمريكية، وروى ما قاله الفلسطينيين له: «جئنا إلى هنا لنحصل على طعام لعائلاتنا، ليس لدينا شيء. لماذا يطلق الجيش الإسرائيلي النار علينا؟ لماذا تطلقون النار علينا؟». وتعرضت آلية توزيع المساعدات الإنسانية الحالية في غزة، المدعومة من واشنطن وتل أبيب، لانتقادات الدولية، وبعيدا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل، في مايو الماضى، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب. ورفضت الأممالمتحدة وعدد من منظمات الإغاثة التعاون مع المؤسسة، معتبرة أنها لا تمثل طرفا محايدا في العمل الإنساني.