رجح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب في غضون أشهر، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الضربات الأمريكية والإسرائيلية، فيما عبرت الأرجنتين عن دعمها ل «جروسي» فيما وصفته بمواجهة «التهديدات» الإيرانية. وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز»، بثت مقتطفات منها، أشار جروسي إلى أن المواقع النووية الإيرانية أصيبت بأضرار «جسيمة»، لكن الضرر لم يكن كليا على حد قوله. وأضاف جروسي، أن «القدرات لا تزال موجودة لدى إيران، وفي غضون أشهر يمكن أن يكون لديهم عدد قليل من سلاسل أجهزة الطرد المركزي تعمل وتنتج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك»، مشيرا إلى أن «بعض الأجزاء من المنشآت النووية الإيرانية لا تزال قائمة في فوردو ونطنز وأصفهان». واعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن «هناك، بالطبع، انتكاسة مهمة من حيث قدرات إيران في المجال النووي»، ولكنه شدد على أن «الضرر ليس كاملا في المنشآت النووية، كما أن طهران تمتلك القدرات هناك، القدرات الصناعية والتكنولوجية، وإذا رغبوا في ذلك، فسيكونون قادرين على البدء مرة أخرى». وفيما إذا كانت إيران قد تمكنت من نقل جزء أو كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب المقدر بنحو 408 كيلوجرام (900 رطل) قبل الهجمات الأمريكية. اعترف جروسي بأنه «لا يعرف مكان هذا المخزون»، موضحا: «ربما يكون جزء منه قد دُمر خلال الهجوم، لكن من المحتمل أيضا أن يكون قد نقل إلى مكان آخر، لذلك، لا بد من توضيح هذه المسألة في مرحلة ما». وأضاف: «يجب تقديم توضيح بشأن مصير اليورانيوم، ولهذا السبب يجب أن تسمح إيران لمفتشينا بمواصلة عملهم الذي لا غنى عنه، في أقرب وقت ممكن». وأوضح جروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسعى لإعادة تقييم الوضع على الأرض، مضيفا: «وظيفتنا ليست تقييم الضرر، بل إعادة ترسيخ معرفتنا بالأنشطة التي تجري هناك، والوصول إلى المواد المخصبة». وأشار جروسي إلى أن كان لدى إيران «برنامج نووي واسع وطموح للغاية، وقد يكون جزء منه لا يزال موجودا»، مضيفًا: «هناك أيضا حقيقة أن المعرفة موجودة، والقدرة الصناعية موجودة، فإيران بلد متطور جدا في التكنولوجيا النووية، كما هو واضح». وشدد جروسي على أنه «لا يمكن للعمل العسكري أن يحل هذه المسألة بشكل نهائي»، معبرا عن أمله في استئناف التعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، وشدد في الوقت نفسه على أن طهران كطرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية «ملزمة بالعمل مع الوكالة». وتأتي تصريحات جروسي بعد قرار البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والخميس الماضي أعلن مجلس صيانة الدستور الإيراني، الهيئة المخولة مراجعة التشريعات، أنه صادق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد تصويت النواب الإيرانيين لصالح ذلك. وندد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الجمعة الماضي، ب «النوايا الخبيثة» لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ظل تكرار الأخير طلب تفقد المواقع النووية التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية والأمريكية. في سياق متصل، عبرت الأرجنتين عن دعمها لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الارجنتيني، معتبرة أنه يواجه «تهديدات» من إيران. وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية، أمس السبت، في بيان عبر منصة إكس «نعبر عن دعمنا الثابت لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، وندين بشدة التهديدات التي وجهتها إيران له». وأضاف بيان الوزارة «نحث سلطات هذا البلد على ضمان سلامته وفريقه بالكامل، والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يعرضهم للخطر»، دون أن تحدد طبيعة «التهديدات». ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وإيراني والتي استمرت 12 يوما وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجهت السلطات الإيرانية انتقادات حادة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعدم إدانتها الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية.