وصف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، اليوم الخميس، تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمضاعفة الرسوم الجمركية على مدريد لرفضها خطة «ترامب» لزيادة الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنه «غير عادل على نحو مضاعف». وقال «سانشيز»، خلال مشاركته في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «إسبانيا بلدٌ منفتح، وصديقٌ لأصدقائه، ونعتبر الولاياتالمتحدة صديقًا». وأضاف: «هذان مجالان مختلفان للنقاش: الأول هو تحالف الأطلسي، والثاني هو السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي»، وفقا لصحيفة «فاينانشال تايمز». وهاجم «ترامب» إسبانيا لرفضها الموافقة على عتبات الإنفاق الدفاعي الجديدة التي اعتمدها «ناتو»، وأشار إلى إمكانية معاقبتها برسوم جمركية مضاعفة من الولاياتالمتحدة. وردا على سؤال حول تردد إسبانيا في دفع 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، قال ترامب في قمة «ناتو» في لاهاي، مساء أمس الأربعاء: «أنتم الدولة الوحيدة التي لا تدفع.. لا أعرف ما هي المشكلة». وأضاف ترامب: «سنصلح الأمر.. كما تعلمون نحن نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاقية تجارية.. سنجعلهم يدفعون ضعف المبلغ.. وأنا جاد في هذا الأمر». وفي قمة وصفت بالتاريخية، أقر حلف شمال الأطلسي زيادة كبيرة في ميزانيته الدفاعية، استجابة لضغط مباشر من الرئيس الأمريكي، الذي عاد إلى البيت الأبيض بنهج أكثر تشددا تجاه الحلفاء والتزاماتهم في الحلف، بينما رفضت إسبانيا الانصياع قبل أن تتراجع لاحقا، بعد مفاوضات خلف الكواليس. اتفق أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» في القمة على رفع مستويات إنفاقهم إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعا من مستواهم الحالي البالغ 2%. ولكن على الرغم من تقسيم الهدف إلى 3.5% للدفاع الأساسي و1.5% للإنفاق الإضافي المتعلق بالدفاع، رفضت إسبانيا الانضمام إلى الحد الأدنى الجديد، وهي خطوة هددت بعرقلة القمة. واعتبر رئيس الوزراء الإسباني أن هدف ال 5 % «غير منطقي وذو نتائج عكسية»، مؤكدا على حرص بلاده إلى الاستثمار في الاقتصاد بدلا عن ذلك. لكن مدريد تراجعت عن رفضها بعد مشاورات مكثفة، وحصلت على تمديد لتحقيق نسبة ال 5% دون الحصول على إعفاء صريح، ما اعتبره مراقبون «رضوخا مشروطا» و«خطوة اضطرارية» لتجنب المواجهة مع إدارة ترامب، ما أتاح تمرير اتفاق جماعي داخل الحلف. رغم ذلك، اهتمت الصحف الإسبانية بشكل لافت بموقف مدريد ورفضها الرضوخ لمطلب ترامب زيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن اللغة المعدلة في البيان الختامي لقمة ناتو التي عقدت في لاهاي، كانت نتيجة لتسوية تم التوصل إليها بين الأمين العام لحلف ناتو، مارك روته، ورئيس الوزراء الإسباني لتجاوز النزاع وإبراز الوحدة.