بدأت وزارة الثقافة استعدادات مكثفة للاحتفاء بنهر النيل من منظور ثقافي بالتعاون مع عدد من الوزارات ومؤسسات الدولة، في إطار سلسلة الفعاليات التي تنظمها الوزارة لتعزيز الهوية المصرية، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة. ووفق بيان، اليوم السبت، يأتي هذا النشاط تحت شعار «النيل عنده كتير»، في إشارة إلى الرصيد الثقافي الضخم الذي تراكم من علاقة النهر بالمصريين على مدار تاريخهم، وتأكيدًا على أن نهر النيل ليس مجرد مجرى مائي، بل هو شريان ثقافي نسج حوله المصريون تاريخًا عريقًا وفنونًا وإبداعات وثقافة وهوية ممتدة عبر آلاف السنين. ومن المخطط أن تركز الفعاليات على المزج بين التراث والحداثة، لتجسد علاقة المصريين بالنيل عبر العصور بما في ذلك العصر الأسلامي والحديث، وتسلط الضوء على الامتداد التاريخي للهوية المصرية وأكد وزير الثقافة أن النيل لم يكن مجرد نهر، بل مدرسة للفنون والإبداع، وشاهد على حضارة صنعها المصريون على ضفافه، مشيرا إلى أن الاحتفاء به هذا العام يأتي في ظل تحديات جديدة تجعلنا في حاجة للعمل سويا على ترسيخ مفهوم عزة الهوية المصرية للأجيال القادمة؛ مما يعطي الفعالية بُعدًا وطنيًا إضافيًا. وأشارت وزارة الثقافة إلى أن هذا النشاط هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الانتماء والهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة، واستكمالًا لسلسلة الفعاليات التي أطلقتها الوزارة تحت شعار «عزة الهوية المصرية»، والتي شملت: «يوم شادي» الذي احتفى بإرث المخرج الكبير شادي عبدالسلام الذي جعل من الهوية المصرية شغله الشاغل وسلط الضوء عليها من خلال لغة سينمائية رفيعة المستوي، و«عمنا صلاح جاهين» الذي نظمته الوزارة في فبراير الماضي لتكريم الشاعر والرسام الكبير صلاح جاهين الذي شكل جزءًا من الوعي الجمعي المصري في فترات خاصة من تاريخه، و«محفوظ في القلب» الذي احتفى بأديب نوبل نجيب محفوظ الذي رصد ابداعه الكثير من ملامح أجيال متعاقبة من المصريين واثر بشكل كبير في الأدب والثقافة المصرية والعربية والعالمية. واحتفت وزارة الثقافة، أيضا خلال عيد الأضحي الماضي «بالسيرة الهلالية في المترو» وسلطت الضوء على احد رموز التراث الشعبي في وسائل المواصلات العامة مترو الانفاق والقطار السريع وواكب ذلك الاحتفاء بأحد اهم المبدعين المصريين «الخال» عبدالرحمن الأبنودي الذي كرس جزءًا كبير من حياته للحفاظ على السيرة الهلالية وتوثيقها.