قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني من المجوّعين قرب ثلاث نقاط توزيع أقامها في مناطق سيطرته المطلقة في قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، في أوضح دليل على ما تشكله تلك النقاط من مصائد لاستهداف المدنيين وإعدامهم ميدانيا. وعبر «الأورومتوسطي» في بيان اليوم الثلاثاء، عن قلقه البالغ من الصمت الدولي الُشين إزاء تصعيد إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ نحو 20 شهرا في قطاع غزة، إذ لم تكتف بتجويع المدنيين خلال الأشهر الماضية، بل أقامت مراكز إنسانية مزعومة لتقتلهم على مشارفها وهم يحاولون الحصول على كميات زهيدة من الطعام بطريقة مذلة، دون أن أي مساءلة أو محاسبة، أو حتى تشكيل تحقيق مستقل في تلك الجرائم الخطيرة. وذكر المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه آلاف المدنيين الذين تجمعوا فجر اليوم الثلاثاء 3 يونيو الجاري، في حي تل السلطان في رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، قرب نقطة مساعدات مزعومة أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد 27 مدنيا على الأقل، وإصابة 90 آخرين، فيما تبقى أعداد القتلى مرشحة للارتفاع نظرا لوجود عدد كبير من الإصابات الخطرة، والتدني الحاد في مستوى الرعاية الصحية بسبب الحصار والاستهداف الإسرائيلي للمنظومة الطبية. ووفق الشهادات والمعلومات التي جمعها فريق المرصد الأورومتوسطي، استهدف قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين المجوعين بأعيرة نارية مباشرة، أغلبها في الرأس، رغم عدم وجود أي خطر يهدد قوات الاحتلال. وفي إحدى حالات الإعدام الميداني للمدنيين التي وثقها المرصد الأورومتوسطي، قتل الجيش الإسرائيلي «خالد أحمد أبوسويلم»، 41عامًا، والذي كان توجه صباح اليوم الثلاثاء، إلى مركز توزيع المساعدات غربي رفح الفلسطينية لاستلام الغذاء، وبعد تمكنه بصعوبة من الوصول واستلام حزمة المساعدات، توجه للمغادرة عبر بوابة الخروج، حيث تم إطلاق النار عليه من الخلف، وأصيب بطلق ناري خلف أذنه اليمنى استقر في رأسه، ليقتل على الفور، قبل أن ينقل إلى مستشفى ميداني، ثم إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأشار الأورومتوسطي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمنظمة الأمريكية التي أسسها، والتي تدير نقاط توزيع المساعدات، توجه الفلسطينيين لاستلام مساعدات من المنطقة، وتطلب منهم الانتظار للمرور من بوابات الفحص والإذلال، للحصول على المساعدات، قبل أن تستهدفهم بإطلاق نار مباشر من القناصة وطائرات «كواد كابتر» المسيرة، والطائرات المروحية وقذائف الدبابات في بعض الأحيان، بدعوى وجود خطر على حياة القوات الإسرائيلية التي تتمركز على بعد مئات الأمتار. ودعا الأورومتوسطي إلى إنهاء العمل فورا بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة كونها أصبحت مكانا للإعدام الميداني للمدنيين الفلسطينيين، علاوة على افتقارها لأدنى المعايير الإنسانية ذات العلاقة بالعمل الإغاثي، مشددا على ضرورة العودة إلى الآلية الأممية السابقة لضمان تدفق سلس وآمن للمساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة. وبعيدا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل، في مايو الماضى، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب.