لم تهدأ نار الغضب رغم مرور نحو شهر على واقعة استشهاد الصبى المراهق عمر ربيع، وهو أمريكى من أصل فلسطينى، سفك الاحتلال دمه فى الضفة الغربية، زاعمًا أنه قتل «إرهابيًا». وأرجعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى تقرير لها، مشاعر الغضب المتأججة إلى استخدام الجنود الإسرائيليين القوة والانعدام الواضح للمحاسبة، فى الوقت الذى بدت فيه الإدارة الأمريكية «غير معنية» بالحادث، رغم أن الصبى الذى قُتل يحمل الجنسية الأمريكية. ورصدت الصحيفة مدخل قرية ترمسعيا، التى كانت مسرحًا للجريمة، ففى مكان قريب كان هناك زوج من سروال رياضى رمادى اللون ملطخ بالدماء، وغطاء رأس مثقوب من جراء الجريمة التى ارتكبت فى السادس من إبريل الماضى بالقرب من القرية التى تقع فى الضفة الغربية، والتى يحظى معظم سكانها بالجنسية الأمريكية، ومن بينهم «ربيع» الذى وُلد فى ولاية نيوجيرسى الأمريكية، والذى أردته رصاصات الاحتلال صريعًا. وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلى اتهم «عمر» واثنين من أصدقائه بإلقاء الحجارة صوب الطريق السريع، وعرَّضوا المدنيين للخطر، واصفًا الصبية الثلاثة ب«الإرهابيين»، وقال إن جنوده قاموا بتصفية أحدهم وأطلقوا الرصاص على الاثنين الآخرين. ونقل التقرير عن عائلة «عمر» وأحد الأولاد الناجين نفيهم هذا الاتهام، قائلين إنهم كانوا يلتقطون اللوز، بينما تلقى «عمر» عدة طلقات فى الجزء الأعلى من جسمه، بحسب الصور التى شاركتها العائلة مع «نيويورك تايمز». ونبه التقرير إلى أن مقتل «عمر» أضاف لتلك الاتهامات أن الجيش الإسرائيلى يستخدم «القوة المفرطة» فى حصانة من العقاب، وأنه يأتى وسط ارتفاع «حاد» للعنف ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية، حيث أخذ الجيش الإسرائيلى ينفذ غارات ويشدد السيطرة ضمن حملة قمع شاملة على «التشدد» منذ جيل مضى، بينما تزايدت نوبات «العنف المفرط» عند المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين فى الآونة الأخيرة. ولفت التقرير إلى أن وفاة «عمر» أثارت أسئلة حول الاستجابة الأمريكية لمساعدة مواطنيها، حيث دعا كل من عضوى مجلس الشيوخ، أندى كيم وكورى بوكر، عن ولاية نيوجيرسى، إلى تحقيق تقوده أمريكا بشأن مقتل «عمر» لكن إدارة «ترامب» ظلت وعلى نحو كبير غير معنية بالأمر.