ذكرت وكالة «رويترز» نقلًا عن خمسة مصادر مطلعة أن محادثات مباشرة تجرى بين تل أبيب ودمشق، وأن سلسلة لقاءات «وجهًا لوجه» جرت فى الأسابيع القليلة الماضية من أجل التهدئة وتجنب اندلاع صراع فى المنطقة الحدودية بين سوريا والاحتلال، ما اعتبرته بعض التقارير تطورًا كبيرًا فى العلاقات بين الجانب السورى والاحتلال مدفوعًا بمحاولات أمريكية لتشجيع النظام السورى الجديد على التقارب مع إسرائيل وإقامة علاقات معها. يأتى هذا فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل مع الشركاء الإقليميين والعالميين على حشد دعم دولى لتعزيز الاقتصاد السورى وجذب استثمارات له. وذكرت 3 مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة بين تل أبيب ودمشق جرت فى المنطقة الحدودية بين الجانبين، بما فى ذلك الأراضى الخاضعة لسيطرة الاحتلال. وقال مصدران سوريان وآخران غربيان ومصدر استخباراتى مطلع من إحدى دول المنطقة إن المحادثات بين إسرائيل وسوريا تأتى استكمالاً لمحادثات غير مباشرة تجرى بين الجانبين عبر وسطاء منذ سقوط نظام الرئيس السورى السابق، بشار الأسد، فى ديسمبر الماضى. وأوضحت «رويترز» أن المحادثات المباشرة تركز حاليًا على الأمن المشترك بهدف منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية داخل القرى الحدودية السورية، بينما قال مصدران إن المحادثات المباشرة قد تساعد فى تمهيد الطريق ل«تفاهمات سياسية أوسع». وقال مصدر مطلع: «تتعلق هذه المحادثات حاليًا بالسلام.. وليس بالتطبيع». وأوضحت المصادر أن المحادثات يقودها من الجانب السورى، المسؤول الأمنى الكبير أحمد الدالاتى، الذى تم تعيينه بعد الإطاحة ب«الأسد» محافظًا للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل، قبل أن يتم تعيينه، فى وقت سابق من الأسبوع الجارى، قائدًا للأمن الداخلى فى محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية فى سوريا، ومن الجانب الإسرائيلى أوضح اثنان من المصادر أن مسؤولين أمنيين للاحتلال مثلوا تل أبيب فى المحادثات. غير أن «الدالاتى» نفى مشاركته أو تمثيله لبلاده فى أى جلسات تفاوضية مباشرة مع تل أبيب». من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامى بروس، فى مؤتمر صحفى، أمس، إنه «خلال عطلة نهاية الأسبوع، اتُّخذت عدة خطوات رئيسية لتنفيذ رؤية الرئيس ترامب لشرق أوسط مزدهر وسوريا مستقرة تعيش فى سلام مع نفسها وجيرانها».