شيّع المئات من أهالي قرية تلوانة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، جثمان الشيخة جنات زهدى مبارك، أقدم محفظة للقرآن الكريم من ذوي الهمم، والتي رحلت عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد مسيرة حافلة في خدمة كتاب الله. وداع مهيب وسط دعاء ومحبة وشهدت الجنازة حضورًا واسعًا من أبناء القرية والقرى المجاورة، إلى جانب عدد كبير من طلابها ومحبيها، الذين أكدوا أنها كانت قدوة في الصبر والتفاني، ومصدر إلهام لكل من عرفها. سنوات من العطاء رغم فقدان البصر فقدت الشيخة جنات بصرها في طفولتها، لكنها لم تفقد بصيرتها، إذ كرّست حياتها لتحفيظ القرآن وتربية أجيال من البنات والبنين على تعاليمه، حتى لُقبت بين الأهالي ب«أمّ القرآن». ولم تتزوج، وفضّلت أن تجعل من علمها رسالة تؤديها حتى آخر لحظة في حياتها. أثر باقٍ وسيرة عطرة وقال عدد من المشيعين إن الراحلة كانت تتمتع بورع وتقوى لافتين، وأن مجالسها كانت منارات للعلم والسكينة، مشيرين إلى أن صوتها بتلاوة القرآن سيظل محفورًا في ذاكرة من عرفوها، وسيرتها ستظل حاضرة في وجدان المنوفية.