من نعاتب وكيف يكون العتاب؟.. عالم أزهري يجيب

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن العتاب بين الناس، وخصوصًا بين الأزواج والأهل، لا يجوز أن ينتهي أو يُستبدل بالقطيعة، لأنه من أسس الحفاظ على العلاقات الإنسانية التي دعا إليها الدين، ولكن يجب أن يكون العتاب بنية الإصلاح لا الإهانة، وبأسلوب فيه رحمة لا تهكم أو سخرية.
وأوضح «قابيل»، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج «من القلب للقلب»، المذاع على قناة «mbc masr2»، اليوم الاثنين: «سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، وده للأسف بنشوفه دلوقتي، اللي بيخاصم مش بيعتب، بيكسر! فين الود؟ فين الرحمة؟ فين المودة».
وتابع: «العتاب بين الزوجين وبين الأهل والأقارب ما ينفعش ينتهي أبدًا، ولازم يفضل موجود، وده بنص القرآن وبنص كلام سيدنا النبي نفسه، حتى لو عاتبت مرة واتنين وتلاتة ومفيش نتيجة، خليك ذكي، المسلم كيّس فطن، اعرف إمتى تعاتب، وإمتى تكتفي، وإمتى تراجع مكان الشخص ده في حياتك.»
وأضاف: «في ناس لما تعاتبهم تاني، ترجعهم لمكانهم الطبيعي، وفي ناس، لو عاتبتهم تاني، يبقى ،نت اللي غلطان، لأنك اختلطت بين اللي يدخل البيت ويشرب قهوة، واللي مكانه على باب العمارة، زي بالضبط دوائر علاقاتنا: في حد تقابله في الكافيه، وحد تاني تدخل بيته، وحد تاني يدخل قلبك، على حسب صدقه وأمانته.»
وأشار إلى موقف نبوي قائلًا: «سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة إزاي يعاتبوا بعض، وكان بنفسه بيعاتب، لما سيدنا معاذ أطال في صلاة التراويح، الناس اشتكوا، فالنبي عاتبه: أفتّان أنت يا معاذ؟ يعني ليه بتطوّل وتشق على الناس؟ حتى العتاب النبوي كان فيه رحمة، مش تعنيف ولا تقليل.»
وأضاف: «النهارده بقى في ناس بتستخدم العتاب للهجوم والسخرية، بدل ما تعاتب عشان تصلّح، بتعاتب عشان تكسر، خصوصًا بين الزوجين، بدل ما يكون العتاب للمودة والرحمة، بيكون للانتصار للنفس، ودي مصيبة سودة!»
وأردف: «العتاب محتاج نية طيبة، وأسلوب فيه لطف، علشان اللي قدامك يتقبله. وافتكر دايمًا إن اللي بيعاتبك بيحبك، وعايز العلاقة تستمر، وإحنا كمصريين عندنا مثلين: واحد إيجابي بيقول (العتاب على قد المحبة)، وواحد سلبي بيقول (عتاب الإنسان الغير أصيل اجتنابه)... وإنت بقى تختار أنهي طريق!».