سجلت أسعار الأخشاب وخامات صناعة الأثاث ارتفاعات كبيرة، وشهدت الأخشاب بكافة أنواعها ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 1000 جنيه فى المتر، ما دفع صناع الأثاث إلى التفكير فى صناعة الأثاث المصنع، والذى لم يكن مُرحبًا به داخل الكثير من ورش النجارة فى محافظة دمياط، غير أنه قد يكون حلًا مناسبًا لهم لمواجهة ارتفاع الخامات. وسادت حالة من الركود داخل سوق الأثاث فى المحافظة، إذ بلغت أسعار أخشاب الزان الرومانى 35 ألف جنيه للمتر بنسبة زيادة تجاوزت 1000 جنيه، بينما ارتفعت أسعار أخشاب البياض والسويد لتسجل 14 ألف جنيه للمتر بنسبة زيادة تجاوزت ال700 جنيه. وبلغت أسعار خشب الأبلاكاش 225 جنيهًا للوح الواحد بنسبة زيادة 10 جنيهات، ساهمت فى حالة من الركود وابتعاد صناع الأثاث عن فكرة شراء الأبلاكاش واستبداله بألواح الكونتر المصنع الذى لم يسجل سعره ارتفاعًا بشكل كبير. وقال إسلام فريد صانع أثاث: «زيادة أسعار الأخشاب أثرت على الإنتاج وسعره النهائى، نحن نقوم بمحاولات عديدة من أجل تقديم منتج يتناسب مع محدودى الدخل، لكننا لا يمكن أن نستمر بهذا الشكل أمام ارتفاع خامات التصنيع خصوصًا الأخشاب». وتابع: «أنواع الأبلاكاش أيضًا شهدت ارتفاعًا طفيفًا زيادة 10 جنيهات فى اللوح الواحد، إذا حاولنا صناعة غرفة نوم على سبيل المثال علينا توفير 35 لوح أبلاكاش على أقل تقدير، هذا يعنى أننا نتحمل فى نوع واحد من الخامات أكثر من 350 جنيهًا، وهذا قد لا يعنى شيئًا بالنسبة لباقى الخامات المستخدمة». وأشار إلى أن الخشب الزان شهد ارتفاعًا جنونيًا، وواجهنا زيادة مرتين متتاليتين فى سعره، ولا نعلم كيف يمكننا العمل فى ظل عدم استقرار الأسعار بهذا الشكل، هذا الأمر أحد أسباب حالة الركود الجارية الآن. وأوضح: «نطالب بفرض رقابة على أسعار تلك السلع الاستراتيجية، من أجل السماح للصناع بتقديم منتجات تتناسب مع الحالة الاقتصادية لأغلب الأسر المصرية من محدودى الدخل». وقال محمود الخضرى عامل أثاث: «اتجهنا إلى تصنيع الأثاث المصنع؛ لم نعد نعتمد على الأخشاب أو الخامات النمطية بسبب ارتفاع أسعارها، نحاول توفير الأثاث بسعر مناسب لكن قد يكون ذلك على حساب جودة المنتج، وهذا ما لا نسمح به». وأشار: «الأثاث المصنع فكرة اقتصادية أكثر، لكنها على المدى البعيد ستسبب متاعب وقد تؤثر على مستقبل سوق الأثاث داخل دمياط، البعض اليوم يحاول تقديم أى أفكار للحفاظ على العملاء، لكن هذا لا يمكنه أن يستمر لفترة طويلة، ولابد من ضبط الأسواق والسيطرة على ارتفاع الخامات غير المبرر». وفى سياق متصل أكد سلامة الجحر، رئيس شعبة صناع الأثاث بالغرفة التجارية فى دمياط، أن هناك جهودًا لفتح أسواق جديدة أمام المنتج الدمايطى، لافتًا إلى أن أزمات التسويق أحد أسباب حالة الركود التى يعانى منها البعض. وأوضح أن المعارض الخارجية نجمت فى تحريك السوق وجذب عملاء جدد لسوق الأثاث فى دمياط، مشيرًا إلى أن أسعار الخامات تخضع لعدة عوامل متعلقة بالاستيراد والقيمة الدولارية وغيرها من العوامل التى قد تتسبب فى ارتفاع أسعارها، لكن رغم ذلك هناك اتجاه داخل الغرفة التجارية لضبط الأسعار بالشكل الذى يضمن تحقيق الاستقرار فى سوق الأثاث بمحافظة دمياط.