في صباح يوم الجمعة، 25 أبريل 2025، خيّم الحزن على الوسط الصحفي المصري بخبر وفاة الزميل إيهاب صابر، نائب مدير تحرير جريدة «الوطن»، الذي رحل عن عالمنا في الثلاثينات من عمره بعد صراع مع المرض. زوجته، الصحفية سارة جمال، رفيقة دربه أعلنت خبر وفاته بقلب مثقل بالحزن، وأكدت تشييع الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، ثم بمسجد التقوى بحلوان، قبل أن يوارى الثرى بمقابر 15 مايو. كان إيهاب رمزًا للطموح والإخلاص، صحفيًا موهوبًا ترك بصمة لا تُمحى في قلوب زملائه ومحبيه، وإرثًا مهنيًا يتحدث عنه الجميع. من النوبة إلى صالات التحرير وُلد إيهاب صابر في أرض النوبة، حاملًا معه سلالة الطيبين وروحًا مفعمة بالحياة والطموح، لم يكن مجرد صحفي، بل كان قصة نجاح ملهمة. بدأ مشواره المهني يجوب صالات تحرير الصحف والمواقع المصرية، من «البديل» إلى «البداية»، و«الوادي» وصولًا إلى «الوطن» التي أصبحت بيتًا له. قائد التطوير لبوابة «الوطن» بأسلوبه الهادئ وسمرة ملامحه الوديعة وابتسامته الودودة، استطاع أن يكسب محبة الجميع، ليس فقط كزميل عمل، بل كصديق وأخ، كان إيهاب من جيل الصحفيين الشباب الذين آمنوا بقوة الإعلام الرقمي، تولى قيادة تطوير الموقع الإلكتروني لجريدة «الوطن»، ونجح في تحويله إلى منصة رقمية متميزة، محققًا إنجازات لافتة. كان إيهاب صابر يعمل بتفانٍ، يمزج بين الاحترافية والإبداع، ويؤمن أن الكلمة الصادقة هي سلاح الصحفي الحقيقي.إنسان قبل أن يكون صحفيًا. لم تكن موهبة إيهاب الصحفية هي ما جعلته مميزًا فقط، بل أخلاقه العالية وحسن خلقه، يتذكره زملاؤه كشاب هادئ، ينشر الطاقة الإيجابية أينما حل. كان صابر مصدر إلهام لمن عملوا معه، يشاركهم خبراته ويدعمهم بكل ما أوتي من قوة حتى في أيامه الأخيرة، وهو يصارع المرض، ظل محتفظًا برباطة جأشه وإيمانه العميق. إيهاب كان يرقد في غرفة الرعاية المركزة خلال اليومين الماضيين، غارقًا في غيبوبته بين خراطيم المحاليل والأكسجين لكن جسده لم يعد يقوى على المقاومة حتى نزل خبر الوفاة كالصاعقة على كل من أحبوه، وكانت لحظات الوداع مؤلمة، لكنها عكست مدى الحب والاحترام الذي زرعه إيهاب في قلوب من عرفوه. نقيب الصحفيين، خالد البلشي، نعى إيهاب بكلمات مؤثرة: «أوجعنا فراقك يا صديقي.. لن ننسى ما تركته لنا من حب ومودة وصدق وإخلاص. اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك».. هكذا كان إيهاب صابر في عيون نقيبه، صديقًا قبل أن يكون زميلًا، وإنسانًا ترك أثرًا لا يُنسى. رحمة ونور الزميل الصحفي حسام مصطفى إبراهيم، في لافتة وفاء منه أعلن اليوم أن ورشة «التصميم في غرف الأخبار وتوليد الصور بالAI» المُقدَّمة من مبادرة «الذكاء الاصطناعي ببساطة» مفتوحة بلا تسجيل للجميع من هنا. ومن المقرر تقديم الورشة اليوم الجمعة الساعة 8 مساءً بتوقيت القاهرة، للجميع دون تسجيل أو إرسال إيميلات، لعلها تكون صدقة في ميزان حسناته ورحمة ونور على روح الزميل العزيز الذي يتذكر حسام محادثاتهم معاً، خلال مسيرته الصحفية الثرية التي «كانت عن العمل واللغة العربية والجري بالمشوار لتأمين رغيف الخبز للعيال!» كما نعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إيهاب في بيان رسمي، مشيدة بمسيرته الطويلة من العطاء الصحفي والمهني. وفي منشور على «فيسبوك»، عبّرت الشركة عن فخرها بما قدمه إيهاب، مؤكدة أن إرثه سيظل خالدًا في ذاكرة الإعلام المصري. إرث خالد رحل إيهاب صابر، لكنه ترك خلفه إرثًا من الأخلاق المهنية والموهبة الصحفية، رحل ولكنه حاضرا ب«روحه» ومواقفه الإنسانية الجليلة مع الجميع بلا استثناء. كان إيهاب صوتًا صادقًا في زمن الضجيج، وقلمًا جريئًا في زمن التحديات، زملاؤه في «الوطن» وكل من عرفه يتذكرونه كشاب نوبي حمل حلمه من أرض الجنوب إلى قلب الإعلام المصري، ليغادر تاركًا وراءه حزنًا عميقًا وحبًا لا ينتهي.