هل يسعى نتنياهو لإشعال الغضب الداخلي ضد أردوغان لتجنب المواجهة المباشرة؟.. خبير سياسي يُجيب

قال المحلل السياسي، محمود التوني، إن الإحتجاجات في الداخل التركي بسبب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، ماهي إلا إنعكاسات للتقدمات التي تحرزها الحكومة السورية الجديدة المدعومة من الرئيس التركي أوردوغان، فإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يحاولان تجنب المواجهة المباشرة داخل سوريا بإشعالها الداخل التركي، لينشغل أوردوغان بحزب الشعب الجمهوري، والصخب الشعبي، ويقوده من الداخل.
وقال «التوني»، في تصريحات له عبر قناة العربية، إنه بعد نجاح المعارضة السورية، أصبحت إسرائيل تتخوف من قوات المعارضة أن ترد على الإنتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الداخل السوري، ومنذ سقوط نظام الأسد، شنت إسرائيل عشرات الغارات على البلاد لتدمر معظم قدرات الجيش السوري، لكي تسقط في أيدي قوات النظام الجديد، كما تقدمت قواتها لاحتلال مواقع استراتيجية داخل الأراضي السورية.
وتحدثت تقارير عبرية عن عروض إسرائيلية تهدف إلى تجنب التصعيد مع تركيا في سوريا، حيث تسعى تل أبيب لتقاسم مناطق النفوذ مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، في إطار تجنب المواجهة المباشرة مع أنقرة.
وأفادت صحف عبرية أن إسرائيل تتجه إلى طرح رؤية جديدة في التعامل مع ما تعتبره تهديدات إقليمية قادمة من الساحة السورية بحيث تتجنب مواجهة مباشرة مع أنقرة، وذلك بتقديم عرض غير معلن لتقاسم مناطق النفوذ هناك مع القوى الكبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، مقابل ضمان استمرار احتفاظ إسرائيل بالمنطقة العازلة في الجولان.
ففي تحليل عسكري مطول نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، عبّر المحلل العسكري الأبرز رون بن يشاي عن قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مما وصفه بمحاولة تركيا ملء الفراغ الناتج عن تفكك نظام بشار الأسد، وتقديم نفسها كقوة مهيمنة بديلة في سوريا، عبر تشكيل «محور إسلامي سني» ليحل محل «المحور الشيعي بقيادة إيران»، بحسب ما نقلته «الجزيرة نت».
وقال بن يشاي إن إسرائيل بعثت برسالة واضحة لأنقرة عبر سلسلة هجمات جوية مركّزة شنّها سلاح الجو الإسرائيلي الأسبوع الماضي، استهدفت 4 قواعد جوية عسكرية سورية، أبرزها مطار «تي 4» (T-4) في محافظة حمص، وذلك بزعم نية تركيا إدخال أنظمة رادارات ودفاعات جوية إلى هذه القواعد.
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الخميس، إن القوات الإسرائيلية ستبقى في المناطق العازلة داخل سوريا وستتحرك للتصدي للتهديدات لأمنها، وحذر كاتس في بيان، الرئيس السوري أحمد الشرع، مخاطبا إياه باسمه الحركي «أبومحمد الجولاني»، من أن سوريا «ستدفع ثمنا باهظا إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول».
فيما قال مصطفى أوزجان، المحلل التركي، في تصريحات لقناة «العربية»، أن «تركيا لن تترك المجال أمام إسرائيل لتفكيك الدولة السورية الجديدة».
كما صرح المحلل السياسي التركي، جوفين كاراكوس، في تصريحات لصحيفة «ترك برس»، أن حزب الشعب الجمهوري، قد تغلله الموساد الإسرائيلي، فبغض النظر عن أن إمام أوغلو هو المنافس الوحيد للرئيس التركي الحالي رجب ضيب أوردوغان، نرى أن إعتقال الشرطة التركية له ليس بأمر غريب، فإمام أوغلو سبق وأن ألقيت له التهم منذ العام 2019، لكن حزم الشعب الجمهوري التركي إتخذ من ترامب مثلا وقرر أن يتخذ من أوغلو مرشحا لها للإنتخابات الرئاسية، ويحاول تحسين واجهته الإعلامية، ليبدو للملأ بأنه المحرر الذي يحاول النظام إسقاطه دائما. بينما مايسعى له أوغلو هو الحكم ليقسم تركيا ويكون تنصيبه أول خطوة إلى إنفصال كردستان، ردا لجميل تنصيبه.
وقال إن نتنياهو يسعى لمحاولة زعزعة الاستقرار التركي عن طريق التحريض على المظاهرات، من أجل محاول إسقاط النظام التركي، تجنبًا للمواجهة المباشرة معه في سوريا.