عند بوابة مدرسة في مدينة العبور بالقليوبية، وقفت الطفلتان وجهًا لوجه. نظرات تحدٍّ، كلمات متناثرة وسط الضوضاء، ثم دفعة واحدة، بسيطة، لكنها كانت كافية لإنهاء حياة «صباح» ذات ال13 عامًا، التي التحقت بالمدرسة بنظام الدمج، عقب «التنمر» عليها، وفق نص تحريات أجهزة الأمن. نص تحريات مقتل تلميذة العبور لم يكن المشهد استثنائيًا في البداية، مشاحنات طفولية، مشاجرات عابرة تنتهي غالبًا بالدموع أو العقاب المدرسي، لكن هذه المرة، لم يكن هناك عودة. سقطت «صباح» على الأرض، لم تنهض، ولم تعد بعد ذلك أبدًا. النيابة العامة أحالت الطفلة «مريم.ح» إلى محكمة الطفل، متهمةً إياها بالقتل العمد دون سبق إصرار أو ترصد، وبالتنمر على زميلتها. تحريات الشرطة كشفت عن مضايقات متكررة، عن كلمات تحولت إلى سلاح نفسي، وعن يوم دراسي انتهى بجريمة. وإلى نص شهادة الضابط مجري التحريات في القضية: الاسم: وائل أحمد فؤاد عابدين.. العمل: رئيس مباحث قسم أول شرطة العبور س: هل قمت بإجراء التحريات بشأن الواقعة محل التحقيق؟ ج: أيوة. س: وما هي الوسائل التي اعتمدت عليها في إجراء تلك التحريات؟ ج: أنا قمت بجمع المعلومات من مصادري السرية الموثوق فيها. س: وما هي أسماء مصادرك السرية التي اعتمدت عليها في إجراء تلك التحريات؟ ج: لا أستطيع البوح بهم حفاظًا على سريتهم. س: وما هي المدة التي استغرقتها تلك التحريات؟ ج: هي مدة زمنية كافية للتأكد من المعلومات. س: وهل تأكدت من عدم وجود خلافات بين مصادرك السرية وأي من أطراف الواقعة محل التحقيق؟ ج: أيوة. س: وكيف وقفت على ذلك؟ ج: من خلال تحرياتي السرية. س: وما الذي توصلت إليه تحرياتك السرية بشأن الواقعة محل التحقيق؟ ج: توصلت تحرياتي السرية أنه على إثر مشادة وبعض المضايقات الطفولية بين الطفلتين المتهمة «مريم.ح» والمتوفاة صباح وليد عثمان، وإن المتهمة كانت تتعدى على المتوفاة بأفعال التنمر وكانت توجه لها الألفاظ: (يا دمج.. يام أم بوق كبير.. ويا فاشلة)، وعلى إثر ذلك حدثت مشادة كلامية يوم الواقعة أمام بوابة المدرسة وقد تطورت تلك المشادة إلى تشاجر بسيط بالأيدي والذي انتهى بدفع المتهمة للطفلة «مريم» دفعة بسيطة وعلى إثر تلك الدفعة سقطت المتوفاة أرضًا وهذا ما أسفرت عنه التحريات. س: أين حدثت تلك الواقعة؟ ج: أمام بوابة مدرسة الإسكان العائلي بالحي الثامن- دائرة قسم أول العبور. س: وما هي طبيعة العلاقة بين الطفلتين المتهمة «مريم» و«صباح»؟ ج: تحرياتي توصلت أنهم زمايل بمدرسة واحدة، لكن توصلت تحرياتي إنهم زمايل غير مقربين. س: وهل من ثمة خلافات بين الطفلتين؟ ج: لا، هي مش خلافات هي بس بعض المضايقات. س: وما هي طبيعة تلك المضايقات؟ ج: هي مضايقات عادية طبيعية مثل مضايقات الأطفال الطلاب الصغار، وكانت الطفلة المتهمة دومًا ترتكب مع زميلتها «صباح» فعل «التنمر». س: وما كيفية ارتكاب المتهمة الطفلة لفعل «التنمر» هذا؟ ج: هي كانت تتلفظ بألفاظ الغرض منها «التنمر» على المتوفاة. س: وهل كانت الطفلة المتهمة دائمة ارتكاب فعل «التنمر» مع المتوفاة؟ ج: أيوة هي كانت بتتنمر عليها دومًا. س: وما هي طبيعة تلك الألفاظ التي كانت تتعدى عليها؟ ج: هي كانت بتقول لها عبارات «التنمر» مثل: (يا دمج.. يا أم بوق كبير.. يا فاشلة). س: وما سبب ارتكابها مثل تلك الألفاظ ل«التنمر»؟ ج: تحرياتي توصلت أنه علشان الطفلة المتوفاة تعاني من تأخر في التعليم، وكانت الطفلة المتهمة دائمة مضايقتها والتنمر عليها. س: وإلى أي مدى تطورت تلك المضايقات؟ ج: تطورت إلى بعض المشاجرات بالأيدي فيما بينهم. س: وما هي طبيعة تلك المشاجرات؟ ج: أنا تحرياتي توصلت أنها مشاجرات طفولية مثل التي تحدث بين الأطفال في المدارس لا تتعدى الدفع البسيط. س: وإلى أي مدى تطورت تلك المشاجرة؟ ج: هي كانت مشاجرات بالأيدي، ولا تتعدى الدفع البسيط. س: وما هي تفصيلات بادرة لقاء المتوفاة والمتهمة آنذاك؟ ج: توصلت تحرياتي أنه حدثت مشادة كلامية بداخل المدرسة بين الطفلة المتوفاة والمتهمة. س: وما سبب تلك المشادة الكلامية آنذاك؟ ج: حدثت نتيجة ارتكاب المتهمة الطفلة فعل «التنمر» من قيامها بالتلفظ بالألفاظ: (يا دمج.. يا أم بوق كبير.. يا فاشلة) قبل المجني عليها. س: وما الذي نتج عن تلك المشادة الكلامية وارتكاب المتهمة فعل «التنمر» قبل المجني عليها؟ ج: وعقب ذلك فقد اتفقا للتقابل عقب انتهاء اليوم الدراسي أمام بوابة المدرسة. س: وما سبب اتفاق كل من الطفلتين على التقابل أمام بوابة المدرسة؟ ج: وذلك لاستكمال المشاجرة. س: وهل قامتا بالتقابل عقب انتهاء اليوم الدراسي؟ ج: أيوة. س: وما هي كيفية تقابل المتهمة والمجني عليها الطفلة عقب انتهاء اليوم الدراسي؟ ج: عقب انتهاء اليوم الدراسي وأثناء خروجهم قاما بالتقابل أمام باب المدرسة الإعدادية. س: وما الذي حدث عقب تقابلهما آنذاك؟ ج: هو دار بينهما مشادة كلامية.