من ضحية إلى متهم ب التحرش.. مفاجأة في واقعة احتجاز مراهقين بالشيخ زايد

لم يكن «يوسف» و«مروان» يتخيلان أن قضيتهما ستنقلب رأسًا على عقب، بدأت الواقعة ببلاغ رسمي يفيد بتعرضهما للاحتجاز داخل فيلا في أحد التجمعات السكنية الراقية بمدينة الشيخ زايد، حيث أكدا أن شابًا يُدعى «آدم» وأصدقاءه اعتدوا عليهما بالضرب والتصوير القسري، لكن مع تقدم التحقيقات، كشفت النيابة تفاصيل غير متوقعة، كان أبرزها أن أحد المجني عليهما- ابن رئيس إدارة موقع إلكتروني- مطلوب في قضية تحرش.
التحقيقات تؤكد تورط المجني عليه في واقعة تحرش قبل احتجازه في فيلا ب الشيخ زايد
وفقًا لرواية «يوسف» و«مروان»، أمام نيابة الشيخ زايد، برئاسة المستشار إيهاب العوضي، بإشراف المستشار عمرو غراب، المحامي العام، فقد كانا داخل الكومباوند عندما فوجئا بشقيقة «آدم»، فتاة تدعى «خديجة» (15 عامًا)، تتهمهما بمضايقتها لفظيًا أثناء مرورها، إذ لم تمر سوى دقائق حتى استدعت شقيقها، الذي حضر سريعًا برفقة عدد من أصدقائه، حيث قاموا باستدراج الشابين إلى فيلا تابعة لهم، وهناك بدأت الأحداث تتصاعد.
يقول المراهقان، خلال التحقيقات، إنهما تعرضا للاعتداء الجسدي باستخدام أدوات كهربائية وأسلحة بيضاء، بينما كان «آدم» وأصدقاؤه يصورون الواقعة عبر هواتفهم المحمولة، وبعد ساعات من الاحتجاز، تدخل والد أحدهما، الذي علم بالأمر واتصل بالشرطة، ليتم تحرير الشابين في وقت متأخر من الليل.
تحقيقات النيابة تكشف مفاجأة
لاحقًا، مثل «يوسف» و«مروان» أمام النيابة، حيث قدما بلاغًا رسميًا ضد «آدم» ومن شاركوا معه في الاحتجاز، مؤكدين أنهم تعرضوا للضرب والتصوير بهدف التهديد، إذ استمعت النيابة أيضًا إلى والد المراهق الأول الذي أكد أن الواقعة لم تكن مجرد مشاجرة، بل كانت محاولة مدبرة لإرهاب ابنه وصديقه.
اقرأ أيضًا|
كسروا زجاج السيارة ثم أسقطوه أرضًا.. شهادة مشرفة أمام النيابة عن لحظات التعدي على سائق الفردوس
اعترافات المتهم في واقعة سائق الفردوس: «استدعيت أبنائي بعد شعوري بالهزيمة»
كيف انتهت قضية سرقة مشغولات ميار الببلاوي إلى لا شيء؟
بناءً على الشهادات، قررت النيابة إخلاء سبيل المراهقين أكبرهما 16 سنة، بينما استدعت «آدم» الذي أقر بجريمته، لكنه بررها بأنهما قاما بمضايقة شقيقته، ما دفعه للانتقام منهما، كما أمرت النيابة بإخلاء سبيله بكفالة 5 آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، لكن القضية لم تنتهِ هنا.
مفاجأة في التحقيقات.. الضحية يصبح متهمًا
عند استجواب «خديجة»، قالت إنها لم تكن ضحية اعتداء، بل كانت تتعرض للملاحقة المستمرة من قِبل «يوسف»، الذي زعمت أنه تحرش بها لفظيًا داخل الكومباوند. تحريات المباحث دعمت أقوالها، لتقرر النيابة إصدار أمر بضبط وإحضار «يوسف»، الذي تحول من مجني عليه إلى متهم مطلوب في قضية تحرش.
كما استمعت النيابة إلى والد «آدم» وخاله، اللذين كانا على علم بتفاصيل الواقعة في بدايتها، لكن المفاجأة الأخرى كانت أن التحريات كشفت تستر الخال على ابن شقيقته وعلمه بهروبه من العدالة.
تفريغ الكاميرات لكشف الحقيقة
النيابة أمرت بتوسيع التحقيقات، وطلبت تفريغ كاميرات المراقبة في محيط الفيلا للتأكد من تفاصيل الواقعة، كما استدعت أفراد الأمن المسؤولين عن تأمين المجمع السكني للاستماع إلى أقوالهم حول ما حدث في تلك الليلة.