مستشار ترامب السابق جبريال صوما ل«المصري اليوم»: المحادثات بين واشنطن وحماس تطور خطير وأعطى الحركة الشرعية

تابع الاحتلال الإسرائيلي المحادثات المباشرة بين واشنطن وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» بقلق شديد، وهو ما يطرح تساؤلات عدة، لا سيما في ظل الرضا الذي يحظى به رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث تتأرجح الأراء السياسية حول ما إذا كان جلوس أمريكا مع حماس أعطاها الشرعية، وذهبت خطة تهجير الفلسطينيين أدراج الرياح، أو من يفرض الحقائق على الأرض مؤهل لكي يجبر الطرف الآخر على الحديث معه.
تطور خطير أعطى حماس الشرعية
وفي السياق ذاته، قال عضو المجلس الاستشاري السابق للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبروفيسور القانون الدولي، جبريال صوما، في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»، إن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحركة «حماس» بشأن إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى الحركة وتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تطور خطير وغير مسبوق على مستوى العلاقات بين واشنطن والمقاومة.
وأضاف «صوما»، أن حدوث الاجتماعات بين الولايات المتحدة وحماس بشكل مباشر، أعطى حماس «الشرعية» بعدما كان ينظر لها على أنها منظمة إرهابية، وهو ما اشعل القلق في الدوائر السياسية الإسرائيلية، حيث تناقضت هذه المباحثات مع التصور الإسرائيلي بشأن اتفاق غزة، مشيرًا إلى أن تل أبيب تريد هدنة محددة زمنيًا ثم استئناف الحرب، أو الدخول إلى المرحلة الثانية بشروطها، على عكس ما تريده واشنطن لإنهاء الحرب أو التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وهو ما أربك المشهد لديها.
واشنطن ليست مجبرة على أن تراجع إسرائيل في كل خطوة تخطوها نحو حماس
وذكر عضو المجلس الاستشاري، أن المفاوضات الجارية، للدخول في المرحلة الثانية، تواجه تحديات من الجانب الإسرائيلي، لا سيما بعد استبعاده من بعض المحادثات واللقاءات التي تقودها واشنطن مع الحركة، ولكن بالرغم من ذلك تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى جانب الوسطاء من مصر وقطر أن تكون هذه المفاوضات ناجزة بعدما أبدت حماس المرونة المطلوبة.
وفيما يتعلق بتصريحات المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، التي أوضحت أن المفاوضات مع حماس كانت مفيدة، وأن أمريكا ليست عميلة لإسرائيل ولديها مصالح محددة في اللعبة، وعلق المستشار «صوما» قائلًا: «إن الولايات المتحدة ليست مجبرة على أن تراجع إسرائيل في كل خطوة تخطوها، وأنها تتخذ ما تراه مناسبًا للتعامل مع حماس بعيدًا عما تراه إسرائيل مناسبًا لها».
هل يمكن الاستغناء عن الخطة العربية لإعمار غزة إذا كانت تكاليفها أعلى من المردود بالنسبة لأمريكا؟
وأشار جبريال صوما، في تصريحاته ل«المصري اليوم»، إلى أن رؤية «ترامب»، مختلفة تمامًا عن الخطة العربية، التي تهدف لإعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم وعدم تهجيرهم إلى الدول المجاورة، على عكس ما ركزت عليه خطة الرئيس الأمريكي وهو تهجير أهالي القطاع في المقاوم الأول، ما أثار جدلًا واسعًا من الأطراف العربية والدولية.
وأوضح أن الاستغناء عن الخطة العربية قد يكون مطروح، ولكن في هذا التوقيت تحديدًا يؤدي إلى تعقيد الأمور في المنطقة، لأن خطة ترامب تواجه انتقادات حادة بسبب تداعياتها الإنسانية بالنسبة للفلسطينيين أنفسهم، والسياسية على الدول المعنية.
هل بدأت خطة التهجير تتبلور بحسب ما يتردد في الأوساط السياسية الإسرائيلية؟
ووفقًا ل «صوما»، فإن تصريحات وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بشأن خطة التهجير التي يتبناها الرئيس الأمريكي، بدأت تتبلور، دليل على أن هناك خطوات متواصلة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية لإنشاء سلطة هجرة واسعة للإشراف على العملية، تحت عنوان «الهجرة الطوعية»، مؤكدًا على أن ما يحمله المشهد السياسي خلال الأيام المقبلة سيكون «مفصليًا.
وعلى الصعيد نفسه، كان الرئيس دونالد ترامب، أعلن عن خطته بشأن غزة، في فبراير الماضي، والتي تتضمن استحواذ الولايات المتحدة على القطاع وإعادة تطويره ليصبح «ريفييرا الشرق الأوسط»، كما أنها تشم إزالة ما يقرب من 50 مليون طن من الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، وإعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في مناطق أخرى، دون السماح لهم بالعودة إلى غزة.
وقوبلت هذه الخطة بالرفض من قبل الدول العربية والإسلامية، وانتقادات لاذعة من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، معتبرة أنها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومساهمة في تهجير قسري للفلسطينيين.