قال الكاتب الأمريكي البارز، توماس فريدمان، إن الفكرة التي تقدم بها الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة كانت فكرته الخاصة، ولم يتم تقديمها عبر أي قنوات رسمية، وهي أكثر المقترحات التي قُدّمت للصراع العربي الإسرائيلي جنونًا، وستموت من تلقاء نفسها، وهو ما قد بدأ بالفعل خاصة بعد اجتماع القادة العرب في المملكة العربية السعودية. وأوضح فريدمان خلال مؤتمر «غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط» بفعاليات الجلسة الثانية بعنوان «مشروعات التهجير والقضية الفلسطيني»، أن مقترح الرئيس ترامب ليس من الأمور المنطقية أو المعقولة على الإطلاق، وهناك دور مهم ملقى على عاتق الدول العربية فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة وإقرار الأمن هناك. وأضاف الكاتب الأمريكي، أنه من المتوقع أن يكون هناك صدام مباشر بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ارتباطًا بأن المصالح الأمريكية تنصب على الحد من النفوذ الصيني، وخلق شبكة علاقات تبدأ بشرق آسيا وتمتد إلى الهند انتقالًا إلى السعودية ومصر والأردن وإسرائيل وأوروبا. ويتعارض مقترح ترامب ورؤى نتنياهو مع هذه المصالح بشكل واضح، مما يهدد نتنياهو بشكل واضح. وتابع فريدمان: «أؤمن بحل الدولتين خاصة في ضوء ما حدث في العامين الماضيين. ورغم أن نسبة تطبيق هذا الحل لا تتجاوز 5% فإن البديل سيكون كارثيًا لكلا الطرفين وهو «اللا دولة»، موضحًا:»يجب أن يكون هناك مرحلة تحضيرية قبل أن يتم تطبيق حل الدولتين بشكل فعال، وذلك عبر التوصل إلى دستور وإصلاح مؤسسي داخل الجسم الفلسطيني، ويجب أن نوقف الاستيطان في الضفة الغربية ونوقف الضغط على الفلسطينيين هناك، للتمهيد لبدء تطبيق هذا الحل. ولفت الكاتب الأمريكي إلى أنه لو أصر ترامب على تنفيذ أفكاره فإن هذا يهدد بزعزعة استقرار مصر والأردن، وهذا تضارب واضح مع المصالح الأمريكية في المنطقة، ولذلك بدأ ترامب في التراجع عن فكرته بعد أن أدرك أنها فكرة مجنونة؛ فإذا فرضها على مصر والأردن سيحدث صدع دبلوماسي.