استضافت العاصمة السعودية الرياض، مباحثات بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية والروسية. تأتي هذه المباحثات -في اجتماع عير مسبوق- بعد 3 سنوات من التصعيد الروسي، ليجتمع أعداء الحرب الباردة في محاولة لتقريب وجهات النظر بين واشنطنوموسكو. كانت المباحثات قد انطلقت في قصر الدرعية بالرياض، بحضور، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة ومستشار الأمن الوطني، مساعد العيبان، ومن الجانب الأمريكي، وزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، والمستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف. وتأتي هذه الاجتماعات التي حضرها وزير الخارجية السعودي ومساعد العيبان، وزير الدولة ومستشار الأمن الوطني، في إطار سعي المملكة لتقريب وجهات النظر بين واشنطنوموسكو، وتعزيز الأمن والاستقرار العالمي. وتناقش المباحثات، ملفات عدة، أبرزها التوصل إلى تسوية بشأن الحرب في أوكرانيا، وتطبيع العلاقات المتوترة بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي، فضلا عن ملفات الأمن الدولي، والحد من سباق التسلح، وقضايا فلسطين وسوريا وإيران والعلاقات مع الصين. تصعيد لنحو 3 سنوات تمثل المحادثات توسعًا كبيرًا في الاتصالات الأمريكية الروسية بعد مرور ما يقرب من 3 سنوات على الحرب التي شهدت تراجع العلاقات إلى أدنى مستوى لها منذ عقود. كما يعكس الاجتماع في الرياض انحرافًا كبيرًا عن موقف الولاياتالمتحدة في عهد جو بايدن، الرئيس الأمريكي السابق، والذي تجنب الاتصالات العامة، وخلص إلى أن روسيا ليست جادة في إنهاء الحرب. وخلال إدارة بايدن، أجرى لافروف ونظيره الأمريكي حينها أنتوني بلينكن محادثات لفترة وجيزة على هامش اجتماع مجموعة ال«20»، في الهند قبل عامين تقريبًا. وفي خريف عام 2022، التقى مسؤولو الاستخبارات الأمريكيين والروس في تركيا وسط مخاوف واشنطن من إمكانية لجوء موسكو إلى الأسلحة النووية وسط انتكاسات في ساحة المعركة. ووفقا لوكالة «أسوشييتد برس» فإن اجتماع اليوم، يمثل خطوة محورية أخرى من جانب إدارة ترامب لعكس السياسة الأمريكية بشأن عزل روسيا، ويهدف إلى تمهيد الطريق لعقد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد قلب ترامب في وقت سابق من هذا الشهر سياسة الولاياتالمتحدة تجاه أوكرانياوروسيا بقوله إنه وبوتين اتفقا على بدء مفاوضات بشأن إنهاء الحرب. ووفقا لموقع «سكاي نيوز عربية»، في أكتوبر الماضي، فمنذ بداية الحرب التي اندلعت في عام 2022، وافقت الولاياتالمتحدة على تقديم مساعدات اقتصادية أو عسكرية لأوكرانيا بقيمة 175 مليار دولار. وفي نوفمبر الماضي، قبيل انتهاء ولاية بايدن، سمحت إدارته ل«كييف» باستخدام أسلحة بعيدة المدى، حيث استخدمت أوكرانيا لأول مرة، صواريخ «أتاكمس ATACMS»«الأمريكية بعيدة المدى، التي تصل إلى 300 كيلومتر، لضرب منشأة عسكرية روسية في منطقة بريانسك، وهو ما أنذر حينها بتصعيد كبير، من احتمال استخدام موسكو لأسلحة نووية غياب أوكراني لن يشارك المسؤولون الأوكرانيون في الاجتماع، إذ أشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الإثنين، إلى أن بلاده لن تقبل النتيجة إذا لم تشارك كييف. ومنذ 24 فبراير2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا مشترطة لإنهائه تخلّي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية «حلف النيتو»، وهو ما تعدّه كييف «تدخلا» في شؤونها.