هل يجوز صيام يوم النصف من شعبان واحياء ليلته؟ دار الإفتاء تجيب

تزايدت معدلات بحث عدد كبير من المسلمين، عبر محرك «جوجل»، متسائلين حول فضل العبادة في شهر شعبان عامة، وفضل إحياء ليلة النصف من شعبان خاصة، كما يستاءلون هل يجوز صيام يوم النصف من شعبان؟.
متى تحل ليلة النصف من شعبان؟
وبحسب التقويم الهجري، تحل ليلة النصف من شعبان 2025 لتوافق ليلة الجمعة المقبلة، والتي تبدأ مغرب يوم الخميس المقبل الموافق 13 فبراير 2025م، وتنتهي فجر الجمعة 15 شعبان الموافق 14 فبراير، بينما يوافق يوم النصف من شعبان الجمعة الموافق 14 فبراير.
فضل إحياء ليلة النصف من شعبان
ونشرت الصحفة الرسمية ل دار الإفتاء المصرية عبر«الفيس بوك»، الإجابة عن مختلف هذه التساؤلات، مؤكدة أن إحياء ليلة النصف من شعبان جائز شرعًا سواء كان ذلك فُرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، بل إن الاجتماع لها أولى وأرجى للقبول، لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ» قَالَ: «فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا...» أخرجه البخاري.
رأي الشرع الشريف في إحياء ليلة النصف من شعبان
وتابعت: رغَّبَ الشرع الشريف في إحياء ليلة النصف من شعبان، واغتنام نفحاتها؛ وذلك يكون بقيام ليلها وصوم نهارها، سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ» أخرجه الدارقطني.
صفات يتحلى بها المسلم في هذه الليلة
وطالبت الدار المسلمين بالحرص على أن تكون من أهل المغفرة في ليلة النصف من شعبان، وكُنْ متسامحًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» أخرجه أحمد، مشيرة إلى أنه قال الحافظ ابن رجب: وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، كما أن شهر شعبان فرصة عظيمة لتعويد النفس وتهيئة الأجواء للقيام بعبادات شهر رمضان، كالصيام وتلاوة القرآن وقيام الليل وإطعام الطعام.
هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان؟
وحول جواز صيام يوم النصف من شعبان من عدمه، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن صيام يوم النصف من شعبان داخل في جملة الأيام البِيض المندوب إلى صيامها من كل شهر، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، بل ويجوز صيام النصف الثاني من شعبان خاصة إذا وافق عادة للمسلم كصيام يوم الاثنين والخميس أو قضاء أيام فائتة أو نذر أو غيرها من أنواع الصيام التي لها سبب.
هدي النبي في الصيام شهر شعبان
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيام شهر شعبان بالصيام، فلما سئل عن ذلك قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» أخرجه النسائي، لافتة إلى أنه لا مانع شرعًا من صيام يومٍ من شعبان وفطر يوم آخر؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» متفق عليه، كما أن صوم التطوع جائز شرعًا في جميع أوقات العام ما عدا الأيام المنهي شرعًا عن صومها.
هل يجوز القضاء خلال شهر شعبان
ويجوز شرعًا أن يقضي المسلم ما عليه من الصيام في شهر شعبان ولو بصيام الشهر كله أو بعضه؛ فعَنِ السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت: "ما كُنتُ أقضي ما يَكونُ عليَّ من رمَضانَ إلَّا في شعبَانَ حتَّى تُوفِّيَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ" أخرجه البخاري.
ورغب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صيام التطوع، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ» أخرجه البخاري.
وشددت الدار أنه لا مانع شرعًا من تسمية ليلة النصف من شعبان ب"ليلة البراءة" أو "الغفران" أو "القدر"؛ فالمعنى المراد من ذلك أنها ليلة يُقَدَّر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو معنى صحيحٌ شرعًا، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان بالاجتهاد والدعاء والصيام والصدقات وسائر القربات في شهر شعبان.
واختتمت دار الإفتاء: ويَجدُرُ بالمسلم في شعبان أن يحاسب نفسه على ما قدم طوال العام، فإن كان خيرًا شكر الله تعالى، وإن وجد تقصيرًا ومعصية نظر إلى أعماله واستغفر ربه وتاب، حتى يدخل رمضان وقلبه مضيء وفيه كل المعاني الروحية الطيبة.
اقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان 2025.. أفضل الأدعية كما وردت عن الرسول
موعد ليلة النصف من شعبان 2025 وفضل صيامها.. أدعية مستجابة وأحاديث مباركة