لماذا جفت صنابير المياه أثناء حرائق غابات لوس أنجلوس؟

مع اندلاع حرائق غابات لوس أنجلوس المدمرة هذا الأسبوع، واجه رجال الإطفاء الذين كانوا يكافحون الحرائق صنابير إطفاء خالية من المياه.
وأثارت صنابير مكافحة الحرائق الجافة غضبًا سياسيًا، إذ أظهرت مدى عدم استعداد أنظمة المياه البلدية لمكافحة أنواع حرائق الغابات الحضرية واسعة النطاق، التي أصبحت أكثر تواترا مع تغير المناخ، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وأمر حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الديمقراطي يوم الجمعة الماضي، بإجراء تحقيق مستقل في إدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس «DWP»، أكبر شركة مرافق بلدية في البلاد، بشأن صنابير المياه، وقضايا إمدادات المياه.
وتوفر إدارة المياه والطاقة، المياه لأكثر من أربعة ملايين من سكان لوس أنجلوس وتخدم منطقة باسيفيك باليساديس، وهي منطقة ثرية في لوس أنجلوس حيث وقع الكثير من الدمار.
وقال «نيوسوم»: «في حين أن إمدادات المياه من صنابير مكافحة الحرائق المحلية ليست مصممة لإطفاء حرائق الغابات على مساحات واسعة، فإن فقدان الإمدادات من صنابير مكافحة الحرائق من المرجح أن يضعف الجهود المبذولة لحماية بعض المنازل وممرات الإخلاء، نحن بحاجة إلى إجابات لكيفية حدوث ذلك».
وأشار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى أن نيوسوم هو المسؤول عن جفاف صنابير المياه، مدعيًا دون دليل أنه قام بمنع إمدادات المياه إلى جنوب الولاية من خلال جهود الحفاظ على الأسماك في الولاية، ورفض الحاكم وخبراء آخرون هذه الادعاءات بشدة.
لماذا جفت صنابير مكافحة حرائق غابات لوس أنجلوس؟
وقال جانيس كوينونيس، كبير مهندسي إدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس، في مؤتمر صحفي، إن رجال الإطفاء الذين كانوا يكافحون حريق باليساديس في لوس أنجلوس، في وقت سابق من هذا الأسبوع، واجهوا مساحات من صنابير المياه بدون مياه بعد أن جفت خزانات المياه الثلاثة التي تزود باسيفيك باليساديس بحلول الساعة الثالثة من صباح الأربعاء.
وأضاف، أن نظام المياه في المنطقة كان في أقصى حالاته، حيث بلغ الطلب أربعة أضعاف الطلب الطبيعي لمدة 15 ساعة متواصلة، مما أدى إلى انخفاض ضغط المياه، واستمرت المشكلة لعدة ساعات بينما اجتاحت حرائق الغابات المنطقة.
اقرأ أيضًا: بعد حرائق لوس أنجلوس.. هل تمت إقالة رئيسة إدارة الإطفاء؟
وكنت الملياردير إيلون ماسك، عبر منصة إكس: «هذه الحرائق يمكن تجنبها بسهولة، ولكن القواعد التنظيمية العبثية في كاليفورنيا تمنع اتخاذ أي إجراء، لذلك تحترق المنازل سنة بعد سنة ويموت المزيد من الناس».
وزعم ترامب، على قناة Truth Social أن نيوسوم، رفض التوقيع على إعلان استعادة المياه الذي كان سيسمح لملايين الجالونات من المياه، من الأمطار الزائدة وذوبان الثلوج من الشمال، بالتدفق يوميًا إلى العديد من أجزاء كاليفورنيا بما في ذلك المناطق المتضررة من حرائق الغابات.
وفي منشور على موقع X، وصف نيوسوم ادعاء ترامب بوجود إعلان لاستعادة المياه بأنه «خيال محض».
كما دعا نيوسوم في رسالة إلى ترامب يوم الجمعة الماضي إلى زيارة لوس أنجلوس ورؤية الأضرار التي لحقت بها.
هل كان من المفيد إضافة المزيد من الماء؟
«حتى لو لم تجف صنابير المياه، فإن ذلك لن يغير حقيقة أن أنظمة المياه الحضرية ليست مصممة لمكافحة حرائق الغابات المتعددة والواسعة النطاق والسريعة الانتشار في وقت واحد، ورغم أن كل قطرة من الماء تساعد، فإن استخدام صنابير مكافحة الحرائق وخراطيم المياه ليست طريقة فعالة لمكافحة هجمات متعددة من الحرائق في ظل ظروف الرياح العاتية»، على حد قول جانيس كوينونيس.
وأشار كبير مهندسي إدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس، إلى أن مكافحة حرائق الغابات في المناطق الحضرية تحد أيضًا من الأساليب التي يمكن استخدامها، مثل الإسقاط الجوي، مما قد يؤدي إلى إتلاف الهياكل الموجودة أسفلها.
ويمكن للرياح القوية أيضًا أن تمنع الطائرات من الهبوط، وهو ما حدث عندما ضربت طائرة بدون طيار مدنية طائرة Super Scooper المستخدمة في حريق Palisades يوم الخميس، وفقًا لمنشور على X من المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، إريك سكوت.
وقال: «الآن نواجه السؤال حول ما إذا كان سيكون هناك تمويل كاف، على سبيل المثال، لتطوير أنظمة المياه الحضرية المجهزة للتعامل مع هذا النوع من حرائق الغابات، وكيف يمكن الحصول على هذا التمويل».
اقرأ أيضًا: حرائق لوس أنجلوس الآن.. أوامر إخلاء جديدة لعدة مناطق وسط تحذيرات من الأرصاد