بعد حادث انفجار «سيارة تسلا» أمام فندق ترامب.. مخاوف بشأن الخصوصية

«بيانات شركة تسلا ساعدت الشرطة بعد انفجار شاحنة في لاس فيجاس، لكن الخبراء لديهم مخاوف أكبر بشأن الخصوصية»، بهذا العنوان ألقت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية الضوء على خصوصية سيارات شركة «تسلا» المملوكة لإيلون ماسك، الملياردير الأمريكي، والمقرب من دونالد ترامب، الرئيس الامريكي المنتخب.
وقالت الوكالة الأمريكية أن هذا هو أحد الاستنتاجات من البيانات السريعة والمفصلة التي جمعتها شركة«تسلا» عن سائق إحدى شاحناتها من طراز «سايبرترك» التي انفجرت في لاس فيجاس أمام فندق ترامب، الأسبوع الماضي.
وقال خبراء بيانات الخصوصية إن البحث العميق الذي أجرته شركة إيلون ماسك كان مثيرًا للإعجاب، ولكنه يسلط الضوء أيضًا على سؤال صعب حيث أصبحت المركبات أقل شبهًا بالسيارات وأكثر شبهًا بأجهزة الكمبيوتر على عجلات.
وقالت جودي دانييلز، الرئيسة التنفيذية لشركة الاستشارات المتخصصة في الخصوصية «ريد كلوفر أدفايزرز»: «قد ترغب في أن تحصل جهات إنفاذ القانون على البيانات لملاحقة المجرمين، ولكن هل يمكن لأي شخص الوصول إليها؟ أين الخط الفاصل؟».
ولفتت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية، إلى أن العديد من السيارات الحديثة لا تعرف مكان تواجدك ووجهتك فحسب، بل لديها أيضًا إمكانية الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك وسجلات المكالمات والرسائل النصية وغيرها من المعلومات الحساسة بفضل مزامنة الهاتف المحمول.
معلومات ذات قيمة
أثبتت البيانات التي جمعتها شركة السيارات الكهربائية التابعة لإيلون ماسك بعد اشتعال النيران في شاحنة «سايبرترك» المحملة بالألعاب النارية أمام فندق ترامب الدولي يوم الأربعاء أنها ذات قيمة للشرطة في المساعدة في تتبع تحركات السائق.
في غضون ساعات من انفجار رأس السنة الذي أدى إلى حرق السائق حتى أصبح من المستحيل التعرف عليه، تمكنت شركة تسلا من تتبع تحركات «ماثيو ليفيلزبرجر بالتفصيل من دنفر إلى لاس فيجاس، كما أكدت أن المشكلة كانت المتفجرات في الشاحنة، وليس الشاحنة نفسها.
واستخدمت «تسلا» البيانات التي تم جمعها من محطات الشحن ومن البرامج الموجودة على متن الشاحنة، مما لاقى استحسانًا كبيرًا.
وقال كيفن ماكماهيل، قائد شرطة لاس فيجاس، للصحفيين: «يتعين على أن أشكر إيلون ماسك على وجه التحديد، فقد قدم لنا قدرًا لا بأس به من المعلومات الإضافية».
وقال ديفيد تشوفنيس، المدير التنفيذي لمعهد الأمن السيبراني والخصوصية في جامعة نورث إيسترن في بوسطن: «إن هذا يكشف عن نوع المراقبة الشاملة الجارية. عندما يحدث شيء سيئ، فإنه يساعد، لكنه سلاح ذو حدين، فالشركات التي تجمع هذه البيانات يمكن أن تسيء استخدامها».
وعلى سبيل المثال، رفع المدعي العام في ولاية تكساس دعوى قضائية ضد شركة «جنرال موتورز» في أغسطس الماضي بتهمة بيع بيانات 1.8 مليون سائق إلى شركات التأمين دون موافقتهم.
وأضافت السيارات المجهزة بكاميرات لتمكين ميزات القيادة الذاتية خطرًا أمنيًا جديدًا، حيث تعرضت شركة «تسلا» نفسها لانتقادات شديدة بعد أن ذكرت وكالة «رويترز» أن الموظفين من عام 2019 إلى عام 2022 شاركوا مقاطع فيديو وتسجيلات حساسة للسائقين مع بعضهم البعض، بما في ذلك مقاطع فيديو لحوادث غضب على الطريق، وفي إحدى الحالات، «عُري».
هوية ودوافع المنفذ
أمس الجمعة، قال مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي«إف-بي-آي»،، إن المحققين حددوا بشكل مؤكد هوية الجندي الأمريكي المسؤول عن انفجار شاحنة «تسلا سايبرترك» خارج فندق ترامب في لاس فيغاس، ويتعاملون مع الواقعة على أنها «انتحار».
واعترف المحقق بالمكتب سبنسر إيفانز، أنه رغم أن «هذا الحادث أصبح معروفا بشكل أكبر وأكثر إثارة من المعتاد، فإنه يبدو في النهاية أنه حالة انتحار مأساوية لجندي مقاتل حاصل على أوسمة كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة ومشكلات أخرى».
وأطلق ماثيو ليفيلسبيرجر لان الذي خدم أيضا كجندي في أفغانستان، النار على رأسه قبل تفجير سيارته، واحترق لدرجة أنه لا يمكن التعرف عليه.
وكان كيفن ماكماهيل قائد شرطة بلدية لاس فيغاس قد قال للصحفيين في وقت سابق، إنه «يشعر بارتياح لوصف الحادث بأنه انتحار».
وفيما يتعلق بمكان الانفجار، أوضح المحققون أن لان لم يكن يحمل أي عداء ضد دونالد ترامب، وأنه لا توجد أيضا أي إشارة على وجود صلة بالمسلح من نيو أورليانز الذي قتل بالرصاص قبل ساعات قليلة من الحادث، أو بمنظمة إرهابية.