نجاح فريق طبي ب«قصر العيني» في تشخيص أول حالة لمرض VEXAS (تفاصيل)

حققت كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور حسام صلاح، عميد الكلية ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، إنجازا طبيا جديدا، لأول مرة في مصر، حيث نجح فريق طبي متخصص بقسم الأمراض الصدرية بقيادة الدكتور يسرى عقل، رئيس القسم، في تشخيص أول حالة مرضية نادرة لمرض VEXAS في مصر، وهو مرض مناعى نادر يهاجم الجهاز المناعى ويؤدى إلى خلل في إنتاج إنزيم حيوى، مما يؤدي إلى حدوث التهابات في الدم ونخاع العظم والرئتين والمفاصل ويؤثر على عضلة القلب.
جاء إعلان هذا الإنجاز ضمن فعاليات المؤتمر السنوي لقسم الأمراض الصدرية، الذي نظمته الكلية، بمشاركة نخبة من أساتذة الطب وقيادات المنظومة الطبية والصحية، بينهم الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق ورئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، والدكتور حسام حسني، أمين عام اللجنة العليا للتخصصات الصحية ومستشار وزير الصحة والسكان للشؤون المهنية والطبية، ووكلاء كلية الطب، والدكتور يسري عقل، رئيس قسم الأمراض الصدرية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق، ريادة جامعة القاهرة ومستشفيات قصر العيني في تقديم الخدمات الصحية المختلفة لآلاف المرضي والمساهمة في النهوض بالمنظومة الصحية في مصر، مشيدًا بالإنجاز الطبي الجديد الذي حققه قسم الأمراض الصدرية في تشخيص أول حالة لمرض «VEXAS»، وهو ما يعكس ريادة الكلية بفضل جهود علمائها وباحثيها.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة تعمل على توفير المناخ الملائم للبحث العلمي وتحرص باستمرار على تطوير البنية التحتية ذات الصلة بالمجال الطبي لتظل الجامعة كعهدنا بها في الصدارة، لافتًا إلى أن هذا الانجاز الجديد يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 في تطوير البحث العلمي والخدمات الصحية المختلفة.
ومن جانبه، قال الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، إن البحث العلمي يُمثل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة للدولة المصرية، وأن كلية طب قصر العيني تسعى لتسخير البحث العلمي في مواجهة التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجه الدولة، مشيرًا إلى إطلاق «مركز قصر العيني للابتكار» ليكون منصة لدعم الأبحاث المتطورة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لعلاج الأمراض، وإصدار الكلية مجلة علمية جديدة متخصصة في طب الكوارث والطوارئ بالتعاون مع Springer Nature وبنك المعرفة المصري.
وأضاف أن هذا الإنجاز الذي حققه فريق قسم الأمراض الصدرية بالكلية في تشخيص أول حالة لمرض «VEXAS» يؤكد كفاءة أعضاء هيئة التدريس بالكلية، وتقدمهم في مختلف مجالات البحث العلمي، مؤكدًا على أن رؤية الكلية تجمع بين الريادة الطبية والبحث العلمي بهدف تحقيق طفرة نوعية في البحث العلمي، ومشيدًا بالدور المستمر الدكتور أشرف حاتم وجهوده في دعم المنظومة الصحية في مصر وخبراته التي ساهمت في تطوير القطاع الطبي.
وأعرب الدكتور أشرف حاتم عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، مشيدًا بالجهود الكبري التي يبذلها أطباء قصر العيني، وخص قسم الأمراض الصدرية بالذكر، واصفًا إياهم ب«الجنود المجهولة» الذين يواجهون التحديات الصحية المعقدة بكل تفانٍ وإخلاص، مضيفًا أن أطباء قصر العيني دائمًا يمثلون النخبة في المجال الطبي، ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى المنطقة العربية ككل، وأن قسم الأمراض الصدرية الأمراض الصدرية أثبت مرارًا أنه أحد أعمدة الطب الأكاديمي والتطبيقي في مصر، وأن الإنجازات البحثية والطبية التي حققها تعكس مستوى غير مسبوق من الكفاءة المهنية.
وأشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلها أطباء قصر العيني بالتعاون مع وزارة الصحة خلال جائحة كورونا، والتي أثبت خلالها أطباء قصر العيني تفانيهم وقدرتهم على مواجهة أصعب التحديات، ليس فقط من خلال تقديم الرعاية الطبية بل أيضًا من خلال تطوير بروتوكولات علاجية وبحثية كانت لها بصمة واضحة على المستوى الوطني والعالمي، وأن الكلية تهدف الجمع بين الريادة الطبية والبحت العلمي في المجال الطبي.
وفي السياق ذاته، قال رئيس قسم الأمراض الصدرية بكلية الطب، إن تشخيص مرض نادر ومعقد مثل «VEXAS» يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث في هذا المجال، ويُعزز من مكانة الكلية كمرجع عالمي للأمراض الصدرية، مشيرًا إلى الجهود المستمرة لتطوير العيادات الخارجية بقصر العيني التي تُعد الوحيدة في مصر التي تقدم عيادة متخصصة لعلاج تليفات الرئة، وهو تخصص نادر الوجود في العيادات حتى على المستوى العالمي.
وأضاف أن قصر العيني يمتلك وحدة متخصصة في تليف الرئة تختص بعلاج الحالات المستعصية التي لا تجد استجابة للعلاج في المستشفيات الأخرى، مشيرًأ إلى التوجه لإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لتحسين كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
بدوره، أكد أمين عام اللجنة العليا للتخصصات الصحية ومستشار وزير الصحة والسكان للشؤون المهنية والطبية، أهمية التعليم الطبي المستمر ودور البحث العلمي في تعزيز مكانة مصر الصحية عالميًا، وأهمية تعزيز التعاون بين الجامعات المصرية ومراكز الأبحاث الدولية لتحقيق طفرة نوعية في فهم وعلاج الأمراض المزمنة والنادرة، مشيرًا إلى أن الأمراض الصدرية أصبحت من أكثر المجالات الطبية التي تتطلب استراتيجيات متقدمة، ليس فقط على مستوى العلاج، ولكن أيضًا على مستوى الوقاية والوعي المجتمعي، لافتًا إلى أن كلية طب قصر العيني، بمنهجها العلمي الرائد، تساهم في تطوير البروتوكولات الوطنية التي تعكس أحدث ما وصل إليه الطب عالميًا.