شهدت الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار العديد من السلع الأساسية، ومن أبرزها الليمون الذي سجل سعره في بعض الأسواق 50 جنيها للكيلو، وهو ما يعد ارتفاعًا كبيرًا خاصة في موسم الشتاء الذي تتعدد فيه استخدامات الليمون بكثرة، يأتي ذلك بالمقارنة بالأسعار التي كانت سائدة في نفس الفترة من العام الماضي،وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين المواطنين، بشأن زيادة أسعار الليمون. يعتبر الليمون هو أحد المكونات الأساسية في المطبخ المصري، حيث يستخدم في إعداد العديد من الأطعمة والمشروبات، مثل المشاوي والشوربات، بالإضافة إلى استخدامه المفيد في نزلات البرد خلال فصل الشتاء والتقلبات الجوية. جولة في الأسواق وقامت «المصري اليوم» بعمل جولة داخل عدد من الأسواق منها، سوق سعد زغلول والسيدة زينب لرصد أسعار الليمون، حيث تراوح سعره ما بين 50 إلى 45 جنيهًا، وتخطيه في بعض الأماكن 70 جنيه. السيد أحمد، موظف: «الليمون كان جزءاً من ميزانية الشهر، لكن الآن أصبح من الصعب شراؤه بكميات مثل السابق التي اعتدنا عليها، 50 جنيها للكيلو سيضطرني للاستغناء عنه أو تقليل استخدامه بشكل كبير. أما فاطمة عبدالخالق، ربة منزل، فقالت، أنا بشتري الخضروات والليمون بشكل يومي لتكون طازجة، ولكن بعد ارتفاع سعر الليمون ل50 جنيه، قررت إني أقلل الكمية أو أستغني عنه تمامًا في بعض المأكولات حتى يوفر معي. وقال محمد سمير،بائع ليمون: الناس بدأت تشتكي من الزيادة الكبيرة في سعر الليمون، والبيع قل بشكل ملحوظ، احنا كمان بنتأثر في تجارتنا لأن الكميات اللي بيشتروا بيها قليلة جدًا، أصبحنا نتحايل على المواطنيني لشراء الليمون في موسمه. موعد انخفاض سعر الليمون من جانبه كشف حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، أن الأسعار شهدت ارتفاعاً غير مسبوق نتيجة لعدة عوامل، أهمها إصابة شجر الليمون بآفة منذ عدة شهور والعوامل المناخية، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية، مضيفا أن الإصابة تسببت في تراجع المعروض من الليمون، ما أدى إلى أن الشجر المصاب يحتاج إلى وقت طويل للتعافي وإنتاج ثمار جديدة، مؤكدا أن الموسم الجديد للليمون سيبدأ في غضون 3 إلى 4 أشهر، مع ارتفاع تدريجي في المعروض وبالتالي زيادة في الأسعار. وأوضح النجيب، في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»، أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الليمون البلدي حاليا، إلا أن هناك بدائل مؤقتة، مثل الليمون الإيطالي، الذي يتم استخدامه لتلبية احتياجات السوق في الوقت الراهن، ولكن لا يمكن أن يعوض تماماً الليمون البلدي. وعن التوقعات المستقبلية لأسعار الليمون، أشار إلى أن الأسعار قد تبقى مرتفعة لفترة، وأن السوق سيتحدد وفقاً لآليات العرض والطلب، مشيرا إلى أنه رغم هذه التحديات، فإن الأسعار ستعود إلى معدلاتها الطبيعية بمجرد استئناف المواسم الزراعية بالكامل وزيادة الإنتاجية. وأشار إلى أن أسعار معظم المنتجات الزراعية شهدت انخفاضاً ملحوظاً، حيث تراجعت أسعار الخضروات الاستراتيجية التي تمثل جزءاً أساسياً بالأسواق، مثل الطماطم والبطاطس والبصل والخيار والفلفل والبتنجان والكوسة، وأوضح أن الانخفاضات في الأسعار قد تصل إلى 60% في بعض الأصناف، مثل الطماطم، و70% في البطاطس، وهو ما يُعد تطوراً إيجابياً في السوق.