بعد ارتفاع أسعار الذهب عالمياً.. هل آن الأوان للاستثمار في الفضة؟

على مر العصور حرص الناس على امتلاك الذهب والفضة، إما بسبب المعاملات المالية أو بهدف الادخار للمستقبل، ما أكسبهما قيمة اقتصادية كبيرة تزداد عامًا بعد عام، مع حفظ الفارق بين المعدنين، فبعد بلوغ الذهب أسعاراً قياسية في الفترة الأخيرة، لا تزال أسعار الفضة مقبولة إلى حدٍ يسمح بفتح آفاقٍ جديدة أمام التحول عن الاستثمار في المعدن الأصفر لصالح الفضة، وفي السطور التالية نستعرض مميزات وعيوب كلٍ منهما.
لا غنى عن الفضة
الأسعار المنخفضة والمستقرة للفضة تجعلها بمثابة الخيار الأمثل للاستثمار نظراً لعدم القدرة على شراء الذهب، لكنها في الوقت نفسه تثير التساؤلات حول جدوى شرائه، فهو على العكس من الذهب قد لا يحقق مكاسب ضخمة بعد أعوامٍ قليلة من شرائه، لكن في عصر المفاجآت الاقتصادية الذي نعيشه قد ترتفع قيمته على نحوٍ غير مسبوق نظراً لارتباطه بالصناعة.
وبحسب موقع «silver institute»، يدخل معدن الفضة في العديد من الصناعات الحديثة بفضل قدرته المذهلة على توصيل الحرارة والكهرباء بقوة وكفاءة، بما في ذلك الأجزاء الداخلية للهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي، والأنظمة الذكية للسيارات، وخلايا الألواح الشمسية، وصمامات المفاعلات النووية، والبطاريات، وكاميرات التصوير والطابعات وغيرها من الأجهزة المتطورة التي تنشط صناعتها في أوقات الرخاء الاقتصادي وانكماش التضخم وتوفر الأيدى العاملة والكوادر البشرية والإمكانات التقنية، لذلك لا يُستبعد على الفضة أن يتضاعف سعره عالمياً تبعاً لدخوله في العديد من الصناعات على عكس الذهب الذي تنحصر الصناعات القائمة عليه في الحلي وأدوات الزينة.
انعكاسات الظروف الاقتصادية على المعادن النفيسة
العلاقة بين التضخم والذهب علاقة طردية، فكلما زاد التضخم وغلاء المعيشة ارتفعت أسعار الذهب، على عكس الفضة الذي يرتبط الطلب عليه بنشاط الصناعة، وبالنظر إلى مميزات وعيوب كلا المعدنين يحسب البعض من النظرة الأولى أن الذهب هو المتفوق دوماً باعتباره ملاذاً آمناً للأموال في فترات الانكماش الاقتصادي وتراجع قيمة العملة المحلية، لكن مجلة «economist» البريطانية قدمت حلاً لتلك المخاوف التي تصيب البعض من شراء السبائك والعملات الفضية نظراً لاحتمالية انخفاض قيمتها عند قرار البيع، موضحة أن الاستثمار في الفضة لا يعني بالضرورة شراء مشغولات فضية بغرض إدخارها حتى تزداد قيمتها، بل يمكن الاستثمار عن طريق شراء الأسهم الخاصة بشركات التعدين على الفضة إلى جانب شراء صناديق الاستثمار المتداولة «ETFs» والتي تقوم فكرتها على تجميع الأموال المودعة بها لشراء سبائك الفضة من مختلف الأعيرة، ومثلها مثل الصناديق الخاصة بالذهب تتأثر بسعر السوق وتحتمل المكسب على المدى البعيد.
أيهما أفضل في الاستثمار الذهب أم الفضة؟
نظراً لأن الإنتاج العالمي للفضة أكبر بكثير من إنتاج الذهب، فأسعاره تميل إلى التقلب سواء بالارتفاع أو الانخفاض، لذلك تتجه الأنظار نحو شراء الذهب بوصفه المعدن الرابح في سوق الأعمال خاصةً في حالة التخبط الاقتصادي والصراعات الجيوسياسية الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمكن ملاحظته من متابعة أسعار الذهب والفضة على مدار الأعوام الماضية.
ففي نهاية عام 2020، بيعت أونصة الفضة بسعر 17.14 دولار، أما في نهاية 2023 فقفز فوق مستوى 24 دولار.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «cnbc» الأمريكية أشار إلى أن أسعار الذهب استقرت سنة 2023 عند مستوى 2063 دولار، بينما يتراوح سعر الأونصة خلال الأيام القليلة الماضية ما بين 2600 إلى أكثر من 2700 دولار، الأمر الذي يظهر تفوق الذهب على الفضة من حيث الإقبال على الاستثمار، ولا يلغي قوة الفضة كوسيلة إدخار منخفضة التكلفة.