بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولاياتالمتحدة، أعلنت تايوان اعتزامها نقل مصانعها من الصين لتجنب ما توعد به الرئيس الجمهوري من فرض رسوم جمركية على السلع الصينية. وفي يناير 2025، سوف يتولى ترامب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية رسميًا، لكن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات الأمريكية من السلع الصينية يُشكل مخاطر كبيرة على نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. من جانبه، قال كيو جيه هوي، وزير الاقتصاد التايواني، اليوم الخميس، في حديثه أمام البرلمان، إن «أي رسوم جمركية يفرضها ترامب على الصين ستؤثر بشكل كبير للغاية على الشركات التايوانية التي تُصنَّع هناك»، مؤكدًا على أن السلطات ستقدم المساعدة في أقرب وقت ممكن للشركات التايوانية لنقل قواعد إنتاجها. وأوضح أن هناك «خطة طوارئ»، بما في ذلك مساعدة المزيد من شركات سلاسل التوريد على الانتقال إلى الولاياتالمتحدة، قائلا: «إنه اتجاه لشركة «TSMC»، لصنع الرقائق، لمواصلة توسيع استثماراتها في الولاياتالمتحدة». وسأل نواب في البرلمان، وزير الاقتصاد التايواني، أيضًا عن مخاوف من أن يلغي ترامب الإعانات لشركة «TSMC»، التي تستثمر 65 مليار دولار في ولاية أريزونا الأمريكية، لبناء مصانع جديدة. وكشفت شركة «TSMC»، التايوانية، رائدة صناعة الرقائق في العالم، عن احتمالية اتجاهها نحو زيادة أسعار إنتاج الشرائح الذكية، خاصة المُنتجة بمصانعها عالميًا خارج تايوان. من جانبها، قالت شركة «جلوبال ويفر» التايوانية، التي تستثمر 4 مليارات دولار في الولاياتالمتحدة، إنها تتوقع، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، استمرار حوافز «قانون الرقائق والعلوم» التي تهدف إلى تشجيع شركات تصنيع الرقائق على الاستثمار في الولاياتالمتحدة. وأضافت شركة «جلوبال ويفر» التايوانية في بيان: «إن البرامج متعددة السنوات والعقود مثل قانون ( الرقائق- CHIPS)، والاتفاقيات التي وقعناها تستمر بانتظام من إدارة (أمريكية) إلى أخرى، نتوقع أن يسير برنامج CHIPS بسلاسة في عهد ترامب». واستثمرت الشركات التايوانية مليارات الدولارات في الصين على مدى العقود ال4 الماضية، مستغلة انخفاض التكاليف تاريخيًا، لكن حكومة تايوان، التي تخشى تصاعد الضغوط من بكين لقبول مزاعم السيادة الصينية، كانت تشجع شركاتها على نقل الاستثمارات إلى أماكن أخرى. معركة تجارية محتملة مع الصين تنتظر الشركات الصينية لمعرفة ما إذا كان ترامب -الرئيس الجمهوري- سينفذ تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% أو أكثر على الواردات من الصين، وهو ما سيؤدي إلى إشعال حرب تجارية جديدة، مماثلة لحرب خاضها خلال فترة رئاسته الأولى. ونالت الحرب التجارية قطاعات في جميع المجالات، من مصنعي المكانس الكهربائية إلى الآلات، مع فرض رسوم جمركية على سلع تزيد قيمتها عن 200 مليار دولار. وتعرضت العديد من الشركات الصينية لضوابط التصدير من قبل إدارة ترامب بدعوى حماية الأمن القومي، مثل شركة «هواوي» التي مُنعت من شراء رقائق عالية الجودة، ما أدى إلى شل أعمالها في قطاع الهواتف الذكية. تخوف شركات آسيوية وتواجه العديد من الشركات الآسيوية مخاوف بشأن استثماراتها في الولايت المتحدة مع فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية وعودته إلى البيت الأبيض، والذي يتبنى حماية الصناعات المحلية في مواجهة الشركات الأجنبية. أشباه الموصلات استثمرت شركات تصنيع الرقائق الآسيوية، بقيادة شركة «TSMC»، التايوانية و«سامسونج» الكورية الجنوبية، مجتمعة ما لا يقل عن 117 مليار دولار في الولاياتالمتحدة، بتشجيع من المبادرة الرئاسية للإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن، والتي تهدف إلى تقليل اعتمادها على آسيا في صناعة الرقائق المتطورة. وتعهدت الإدارة بمنح دعم مالي لا يقل عن 18.85 مليار دولار، لكن من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيتراجع عن الخطة التي وصفها بأنها «سيئة».