خبير بالشأن الاسرائيلي: إقالة جالانت قنبلة سياسية تهز الشارع الإسرائيلي

قال الدكتور على الأعور، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الجيش يوآف جالانت، يعد قنبلة سياسية في الشارع والمجتمع الإسرائيلي.
وأوضح الأعور، ل«المصري اليوم»، أن هذه الإقالة، التي تأتي للمرة الثانية، تختلف هذه المرة لأنها تحدث في زمن الحرب، وأشار إلى أن نتنياهو اختار توقيتًا مناسباً لهذا القرار، حيث الإدارة الأمريكية منشغلة بالانتخابات.
وأضاف أن جالانت يعتبر من رجالات إدارة البيت الأبيض ومن المقربين للرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن ووزير الدفاع أوستن، وأكد أن هذه الإقالة ستشكل هزة عنيفة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث خرجت الجماهير للتظاهر ضد قرار نتنياهو.
وأشار الأعور إلى أن نتنياهو تمكن من تهدئة الشارع الإسرائيلي عبر استخدام خطاب «حرب الوجود» و«حرب الاستقلال»، مما ساعده في قيادة الشارع.
واعتبر أن هذه الإقالة ستسمح لنتنياهو بتحقيق عدة إنجازات سياسية، بعد فشله في تحقيق أي إنجازات في غزة وجنوب لبنان.
وأوضح أن أول هذه الإنجازات هو ضمان استمرار الائتلاف الحكومي وبقاء نتنياهو في منصبه كرئيس للحكومة في الانتخابات القادمة.
كما أشار إلى أن نتنياهو تمكن من كسب دعم الحريديم، مما سيمكنه من تمرير قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، وبالتالي الحفاظ على قوة الائتلاف الحكومي وتحقيق أهداف أخرى.
وأوضح الدكتور على الأعور، أن الهدف الأول لنتنياهو هو استمرار الحرب على غزة والاحتلال العسكري الكامل للقطاع؛ مشيرًا إلى أن نتنياهو يسعى للقضاء على حركة حماس ونزع سلاح المقاومة، لكن المقاومة الفلسطينية عادت بقوة إلى غزة وشمالها، كما أن نتنياهو فشل على مدى عام في القضاء على حماس ونزع سلاح المقاومة، حيث تواصل كتائب القسام تنفيذ عمليات عسكرية يومية تسفر عن سقوط قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الأعور أن ما فشل فيه نتنياهو عسكرياً في غزة، تمكن من تحقيقه سياسياً داخل المجتمع الإسرائيلي. وأكد أن إقالة يوآف جالانت ستشكل زلزالاً في المجتمع الإسرائيلي، وأن ردود الفعل في الشارع قد تكون قوية بما يكفي لإعادة جالانت إلى منصبه، مما سيؤثر على مستقبل نتنياهو السياسي وصورته داخل المجتمع.
وأشار الأعور إلى أن نتنياهو اختار توقيتاً مناسباً للإقالة، مستغلاً انشغال الإدارة الأمريكية بالانتخابات.
وفيما يتعلق بتداعيات هذا القرار على مستقبل غزة والجنوب اللبناني والشرق الأوسط بشكل عام، أوضح الأعور أنه فيما يتعلق بغزة، فإن نتنياهو لم يعد يواجه معارضة لوجوده في القطاع، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد لدفع ثمن باهظ في الأرواح لتحقيق أهدافه.
وأكد أن نتنياهو سيستمر في مخططه للتهجير القسري لسكان شمال غزة وإنشاء منطقة عازلة من بيت حانون إلى جباليا، والسيطرة الكاملة على معبر رفح.
وأضاف الأعور، أن المقاومة الفلسطينية ستفشل مجددًا مخططات نتنياهو، مما سيجبره على العودة إلى تل أبيب دون تحقيق أي أهداف في قطاع غزة.
أما عن الجنوب اللبناني، فأوضح الأعور أن نتنياهو سيستمر في إبقاء الجيش الإسرائيلي هناك لعدة أسابيع، لكنه في النهاية سيضطر للانسحاب بعد الضربات القوية التي وجهها حزب الله، والتي أسفرت عن مقتل عدد كبير من الجنود والضباط الإسرائيليين. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعاني من صواريخ حزب الله التي وصلت إلى حيفا وما بعدها، وصولاً إلى قيساريا وتل أبيب.
وعلى الصعيد الداخلي، أشار الأعور إلى أن نتنياهو سيستغل إقالة يوآف جالانت لمواصلة إقالة هرتسي هليفي، رئيس الأركان، ورئيس الشاباك، ورئيس الموساد ديدي برنياع. وأكد أن هذه الخطوات تمثل انقلابًا كاملاً يقوده نتنياهو على الجيش الإسرائيلي، مشابهًا للانقلاب الذي قاده بن غفير على جهاز الشرطة.